2005-06-07 15:59:53

قداسة البابا بندكتس السادس عشر يدافع مرَّة جديدة عن الحياة والعائلة خلال افتتاحه المؤتمر الكنسي لأبرشيَّة روما


   عقدت كنيسة روما مؤتمرها الأبرشي مساء أمس الاثنين في بازيليك القديس يوحنّا اللاتيران بحضور قداسة البابا بندكتس السادس عشر وحشد من أبناء الأبرشيّة يتقدّمهم النائب العام الكردينال كاميللو رويني. وكانت للبابا كلمة مسهبة تطرّق فيها إلى نقاط أساسيّة تطال تعاليم الكنيسة الأخلاقية وحماية الإنسان وحقوقه الجوهريّة.

   إنّ الحياة البشريّة، قال البابا، لا يُمكن مساسها، منذ اللحظة الأولى للحبل بها وحتّى موتها الطبيعي. إن وضع اليد على الحياة مناهض "للحبّ الإنساني"، هذا الحبّ الضروري في قلب العائلة من أجل جمع أبنائها، ولكن، أضاف البابا، وفي هذا الوضع المُهدّد "بالنسبية"، من الضروري حماية ودعم العائلة حتّى بتشريعات مُلائمة، وخصوصاً العائلة المبنيّة على الزواج الغير القابل للانحلاليّة، فيما الاتحادات الزوجية الحرّة وحتّى بين المثليي الجنس، هي "حريّة فوضويّة".

   هي المرّة الرابعة على امتداد ثمانية أيام، يعود فيها البابا بندكتس السادس عشر للدفاع عن الحياة والعائلة محدّداً الأبعاد الرّسوليّة في حياة الكنيسة اليوميّة. وبعد أن تكلّم عن حماية العائلة والحياة في حديثه الاثنَين الفائت لأساقفة إيطاليا، ومن ثمّ لأساقفة إسبانيا، بعدها يوم السّبت الماضي لفريق كبير من حجّاج أبرشيّة فيرونا الإيطاليّة، عاد بندكتس السادس عشر يوم أمس الاثنَين خلال المؤتمر الكنسي لأبرشيّة روما، ليتحدّث عن موضوع التربية على الإيمان، وما تحتاجه العائلة من دعم وإعادة تبشيرها بكلمة الإنجيل.

  وعن زواج المثليّي الجنس، اعتبر البابا راتزينغر، أنّ المسألة تدخل في إطار الحريّة الزّائفة المرتكزة على تهميش الجسد الذي يؤدّي بالتأكيد إلى تهميش الإنسان نفسه، فيتحوّل جسده إلى شيء هامشي يُمكن استعماله كما يشاء، فبدل التمكّن من اكتشاف قيمة الجسد وأهميّته، يقع المرء في انفصام يحقّر طبيعته وكرامته.

   واعتبر البابا في كلمته أنّ الزواج الحقيقي هو مثال إلهي وسام، فحتّى بإنجاب البنين، يعكس الزواج هذا الطابع السامي ومحبّة الله للإنسان.وقال البابا:"في الرّجل والمرأة، لا يُمكن حدّ الأبوّة والأمومة في نطاق الطبيعة فقط الجسد والمحبّة الإنسانيّة. الحياة تُعطى بكمالها مرّة واحدة مغمورة بالحب الحقيقي". إنّ الانغلاق على عطية الحياة يعزل الإنسان ويطلق العنان لقمع الأجنّة في أرحام أمّهاتها.

   وشدّد البابا في ختام كلمته على أنّ العائلة لوحدها لا يُمكنها مواجهة تحديات مجتمعنا العارمة، لذا من الضروري تحقيق التعاون الوطيد بين الكنيسة، وتحديداً الرعيّة والجماعات الكنسيّة الأخرى، والاعتناء براعويّة الدعوات الكهنوتيّة الرهبانيّة التي لا تخفي الكنيسة يوماً دعوتها الماسّة إليها.








All the contents on this site are copyrighted ©.