2005-06-03 15:41:08

في نيَّتها الإرساليَّة لشهر حزيران يونيو تصلّي الكنيسة كيما يدرك الجميع أنَّ سرَّ القربان المقدَّس هو قلب الكنيسة النابض


   في نيّتها الإرساليّة لشهر حزيران يونيو، تُصلّي الكنيسة من أجل أن يُدرك الجميع أنّ سرّ القربان المقدّس هو قلب الكنيسة النابض. لا كنيسة بدون القربان المقدّس ولا قربان بدون الكنيسة، علاقة جوهريّة يجسّدها أسمى وأطهر سرّ من أسرار الكنيسة السبعة.

   سرّ الإفخارستيا هو غذاء الرسالة المسيحيّة ودافعها، حمل الأحبار الأعظمين على السير وراءه على طرقات العالم، من بولس السادس الذي حضر المؤتمر القرباني في مدينة بومباي بالهند عام 1964 ووقع رسالته الرّسولية حول الإفخارستيا التي تحمل عنوان:"سرّ الإيمان". كما أنّ يوحنّا بولس الثاني كرّس في عام 1980 رسالة رسولية للقربان المقدّس عنوانها:"عشاء الرّب"، قدّم فيها أوجه السرّ الإفخارستي وأهميّته لحياة الكنيسة ولخدّامها الكهنة. وفي عام 1998 كتب رسالة أخرى هي "يوم الرّب"، ليُسطّر فيها أهميّة يوم الأحد الجوهريّة في حياة الكنيسة وكلّ مؤمن مسيحي. كما لم تغب الإفخارستيا عن رسالة يوحنّا بولس الثاني "الألف الجديد الذي بدأ" في عام 2001.

   وفي عام 2003 جاءت رسالة يوحنّا بولس الثاني "كنيسة الإفخارستيا" لتليها في عام 2004 الرسالة الرّسولية "إبق معنا يا ربّ"، ودعا فيها المؤمنين والكنيسة لتخصيص سنة كاملة لعبادة سرّ القربان المقدّس بدأت في السابع عشر من تشرين الأوّل أكتوبر الماضي بمناسبة انعقاد المؤتمر الإفخارستي الدولي في المكسيك، وتنتهي في التاسع والعشرين من تشرين الأوّل أكتوبر القادم مع اختتام الجمعيّة العامّة العادية الحادية عشرة لسينودوس الأساقفة وموضوعها:"الإفخارستيا مَعين وقمّة حياة الكنيسة الإرساليّة".

   على جميع المؤمنين أن يُدركوا بأنّ سرّ موت وقيامة يسوع، الذي أنقذنا ومنحنا الحياة، هو حاضر معنا بلا انقطاع من خلال سرّ القربان ليسمح لنا بالاتحاد معه، لأنّه سرّ يُغني كلّ فرد منّا وكلّ عائلة وجماعة وشعب. كما تطلب الكنيسة من المؤمنين الالتزام أكثر في المشاركة في القدّاس الإلهي لأنّنا بحاجة لاضطرام نار الروح القدس في داخلنا وليس لإخمادها، ولسماع قلب يسوع ينبض فيها لخلاصنا. إنّه العمّانوئيل، إلهنا معنا، فلنعبده ونتأمّله من هو الطريق والحقّ والحياة، فنصير ملح الأرض وخمير الخير ونور العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.