2005-06-01 12:13:33

كلمة قداسة البابا خلال الاحتفال بختام الشهر المريمي في الفاتيكان:العذراء ترافق صلواتنا في كلِّ يوم من حياتنا


اخُتتم يوم أمس الثلاثاء شهر أيار مايو المكرس للعذراء مريم.  وبالمناسبة جرى احتفال عند الساعة الثامنة من مساء أمس في الحدائق الفاتيكانية، تمت خلاله تلاوة السبحة الوردية المقدّسة قبل التطواف التقليدي من كنيسة القديس اسطفانوس المحاذية لبازيليك القديس بطرس إلى مغارة العذراء سيدة لورد.  وترأس الصلاة سيادة المطران أنجيلو كوماستري، نائب الحبر الأعظم العام على دولة حاضرة الفاتيكان. 

وعند الساعة التاسعة مساءً توجّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى مغارة لورد، حيث وجّه إلى الحاضرين كلمة قال فيها: أخوتي وأخواتي الأعزّاء، أنضم إليكم بفرح كبير في ختام لقاء الصلاة هذا، بمناسبة نهاية الشهر المريمي.  وأود أن أوجّه تحياتي الحارة إلى جميع الحاضرين، خاصاً بالذكر الكرادلة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات.

أصدقائي الأعزاء ـ تابع البابا يقول ـ لقد صعدتم إلى مغارة لورد وأنتم تتلون السبحة الوردية المقدّسة، مستجيبين بذلك لدعوة العذراء إلى الارتقاء بالروح نحو السماء.  فالعذراء ترافق صلواتنا في كلّ يوم من حياتنا.  وخلال سنة الإفخارستية، تساعدنا القديسة مريم ـ بنوع خاص ـ على إعادة اكتشاف سرّ الإفخارستية العظيم.  وكان السعيد الذكر البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني قد وصف العذراء بـ"المرأة الإفخارستية".  فقد قدّمت العذراء ذاتها للرب، لدى تلقيها بشارة الملاك جبرائيل، ليتجسّد في أحشائها كلمة الله.

تدعونا الليتورجية في هذا اليوم ـ قال البابا ـ إلى التأمل في سرّ زيارة العذراء مريم إلى القديسة إليصابات، المتقدّمة في السن، والتي قال عنها الجميع إنها عاقر، لكنها كانت في شهرها السادس من الحمل، وكان حَملها هبة منحها إياها الله.  كانت مريم امرأة فتية، لكنها لم تكن خائفة، لأن الله كان معها، لا بل في أحشائها.  يُمكننا أن نقول إن الزيارة التي قامت بها مريم إلى نسيبتها، كانت بمثابة أول "زياح إفخارستي" في التاريخ.  كانت مريم بمثابة "بيت قربان حيّ" لله المتجسّد، فقد ملأها وجود يسوع في أحشائها، من الروح القدس.  وعندما دخلت العذراء مريم بيت إليصابات، ملأته نعمة، فارتكض يوحنا المعمدان في أحشاء والدته.

وتابع قداسة البابا كلمته يقول: إن الكنيسة تقبل المسيح كلّ يوم بواسطة القربان المقدّس، وتحمله إلى العالم من خلال الشهادة للمحبة، يدفعها إيمانها ورجاؤها.  فقبول المسيح وحمله إلى الآخرين هما مصدر الفرح الحقيقي لدى كلّ مسيحي.  وختم قداسته يقول: أيها الأخوة والأخوات الأعزّاء، دعونا نسير على خطى مريم ونقتدي بمثلها، فتصبح حياتنا كنشيد "تعظّم نفسي الربّ" الذي قالته العذراء لدى زيارتها إليصابات.  ولنسأل والدة الله القديسة أن تمنحنا هذه النعمة في ختام الشهر المريمي.  ثم منح الحبر الأعظم الجميع بركاته الرسولية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.