2005-05-30 15:35:55

في كلمته إلى أساقفة إيطاليا البابا بندكتس السادس عشر يدافع عن الحياة والثقافة المسيحيّة


   التقى قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في قاعة السينودوس في الفاتيكان، الأساقفة المشاركين في أعمال الجمعيّة العامّة الرابعة والخمسين لمجلس أساقفة إيطاليا، ووجّه الأب الأقدس كلمة دافع فيها عن الحياة والعلاقة الوطيدة بين البابا وإيطاليا التي تحافظ الثقافة المسيحيّة فيها على حماية مميّزة.

   وأشاد البابا في كلمته، بالتزام الأساقفة في مواجهة ثقافة وسائل الإعلام التجاريّة والشموليّة، فالثقافة هي القطار الوحيد الذي يحمل البلاد باتجاه بناء تاريخه الحقيقي... وشجّع البابا الأساقفة الإيطاليّين على مواصلة العمل الذي أطلقوه لتأمين حضور الصوت الكاثوليكي في خضمّ الثقافة الإيطاليّة من أجل توفير حضور فاعل للمنطق المسيحي وسط الخيارات الحياتيّة الكُبرى في البلاد، من خلال حثّ الكاثوليك على فتح عقولهم ليكونوا حاضرين في الحياة السياسيّة والثقافيّة للشعب الإيطالي. وسطّر قداسته أيضًا الدور الذي يُمكن أن تلعبه إيطاليا من أجل الشهادة للمسيح.

   وأشاد البابا بندكتس السادس عشر بحضور الكنيسة الكاثوليكيّة الإيطاليّة الفاعل في مختلف قطاعات المجتمع، والأعمار والأوضاع الاجتماعيّة، من خلال الحركات الكاثوليكيّة والرعايا والنشاط الإرسالي المميّز الذي يطبع هذه الكنيسة. ودعا الأب الأقدس أساقفة إيطاليا إلى مواصلة حملات التوعية للمواطنين استعداداً لرفض الاستفتاء المقرّر إجراؤه في الثاني عشر من شهر حزيران يونيو القادم، حول الإخصاب الاصطناعي، لأنّ التزامهم يعكس عنايتهم كرعاة بكلّ كائن بشري لا يجوز تحجيمه إلى وسيلة لأنّه هدف بحدّ ذاته على ما علّمنا إياه يسوع المسيح وعقلنا البشري الصّحيح.

وأعرب البابا عن دعمه التام للأساقفة في حملتهم المناهضة لمضامين الاستفتاء معتبراً أن الكنيسة لا تعمل هنا من أجل خير الكاثوليك وحسب، بل من أجل الإنسان المخلوق من الله. ولم ينسَ بندكتس السادس عشر تذكير الأساقفة بتكثيف اعتنائهم بالفقراء الموجودين بيننا، والمرضى والمهاجرين والشعوب المنكوبة بالأمراض والحروب...

   كما تطرّق قداسته في حديثه لأساقفة إيطاليا إلى دور الشباب في قلب الكنيسة الواجب عليها غمرهم بحبّها وعنايتها لتعزيز ثقتهم بها، وذكّر باللقاء العالمي القادم للشّبيبة المقرّر إجراؤه في شهر آب أغسطس القادم في مدينة كولونيا الألمانيّة.

   ولم ينس البابا الحديث عن سلفه السّعيد الذكر البابا يوحنّا بولس الثّاني الذي وصفه "بخادم الله" تأكيداً على انطلاق دعوى تطويبه، ووصفه بأنّه كان أباً لأساقفة إيطاليا ومثالاً وصديقاً وأباً له شخصياً. وفي الختام شكر الحبر الأعظم الأساقفة على الاستقبال الحاشد الذي حفظته له مدينة باري الإيطاليّة يوم أمس الأحد بمناسبة اختتام أعمال المؤتمر القرباني الوطني وقال:"بلغت الثامنة والسّبعين من العمر، وعلى الرغم من ضعفي استقبلتموني بالروح والحماسة نفسها التي رافقتم فيها يوحنّا بولس الثّاني طوال سنوات حبريّته الستّ والعشرين."

 








All the contents on this site are copyrighted ©.