2005-05-28 15:45:31

إنجيل الأحد 29 أيّار 2005

وقفة تأمّل أسبوعيَّة حول كلمة الحياة


قال الرب يسوع:"أنا الخبزُ الحيُّ الذي نزَل من السَّماء. من يأكلْ هذا الخبزَ يحيَ للأبد. والخبزُ الذي أنا أعطيه هو جسدي الذي أبذِلُهُ ليحيا العالم." فأخذ اليهود يجادلُ بعضُهم بعضًا وقالوا:"كيفَ يستطيعُ أنْ يعطيَنا هذا جسدَهُ لنأكُلَه؟ "فقال لهم يسوع:"الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إذا لم تأكلوا جسدَ ابنِ الإنسان وتشربوا دمَه فلن تكونَ فيكم الحياة. من أكلَ جسدي وشربَ دمي فلهُ الحياة الأبديَّة وأنا أُقيمهُ في اليوم الأخير. لأنَّ جسدي طعام حقًّا ودمي شراب حقّا. من أكلَ جسدي وشربَ دمي أقام فيَّ وأَقمتُ فيه. وكما أنا أحيا بالآبِ الحيِّ الذي أرسلني فكذلك يحيا بي من يأكلُني. هوذا الخبز الذي نزَلَ من السماء غيرُ الذي أكلَهُ آباؤكم ثمَّ ماتوا. من يأكلْ هذا الخبزَ يحيَ إلى الأبد." RealAudioMP3

(يوحنا 6 ، 51 ـ 58)

 

   في غمرة عيد جسد الرّب ودمه والتي تعيشه كنائس عديدة في العالم اليوم، نقف كأطفال أبرياء يردّدون الشكران لهدية نالوها من حبيب ما. وما سرّ الإفخارستيّة سوى فعل شكران دائم للرّب على العطية السامية التي أهدانا إياها: "جسده ودمه" عربون حياة الأبد.

   وعندما نشكر من أحسن إلينا بهديّة أو عطيّة، يعني ذلك أننا نتذكّر كلّ خير صنعه إلينا في الماضي، أو في الحاضر أو في المستقبل.

   كما حرّر الرّب الإله شعبه وأطعمه في مغامرة الخروج من أرض العبوديّة بمصر، حرّرنا كذلك نحن من عبودية الخطيئة بالعماد، وهو يُغذّينا على الدوام بجسده، الخبز الحقيقي للحياة الأبديّة. أعطانا يسوع جسده ودمه وطلب منّا أن نصنع هذا لذكره، وسرّ الإفخارستيّة هو فعل الذكرى والشكران الذي تستمر الكنيسة بعيشه منذ ألفَين عام...

   أحياناً كثيرة يصعب الشكران إن لم يكن مقروناً بشعور الامتنان ولكن فلنتعلّم من الرّب يسوع الذي "وفي الليلة السابقة لآلامه، أخذ الخبز وشكر". شكر يسوع بالرغم من الخيانة في أصعب لحظات يمرّ بها إنسان: الشعور بخيانة القريب والحبيب...

   بتناولنا القربان المقدّس، نتناول المسيح الذبيح والتقدمة الذي سلّمته الخيانة وصلب عن خطايانا. بتناولنا جسده يسوع المسيح يصبح الكل واحداً، وندخل في شراكة تامّة مع الأحياء والأموات، مع الأصدقاء ومع من يُسبّبون لنا الألم.

   إن تعلّمنا الشكران في كلّ مناسبة ندخل في شركة عميقة بجسد المسيح، بالجسد المكسور ليتقاسمه الجميع زاد حياة أبدية. آمين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.