2005-05-27 09:46:02

مداخلة الكردينال خافيير لوزانو بارَّاغان في مؤتمر منظَّمة الصحَّة العالميَّة


   عقَدت منظّمة الصحّة العالميّة في جنيف من السادس عشر إلى الخامس والعشرين من الشّهر الجاري أعمال جمعيّتها العامّة الثامنة والخمسين، وشاركت فيها بعثة من الكرسي الرّسولي برئاسة الكردينال خافيير لوزانو بارّاغان، رئيس المجلس البابوي لراعوية الصحّة وعضوية المطران سيلفانو تومّازي وعدد من كبار المسؤولين في الدوائر الفاتيكانيّة.

   وفي سياق أعمال الجمعيّة العامّة ألقى الكردينال بارّاغان مداخلة حمل في مستهلّها تحيات البابا بندكتس السادس عشر إلى جميع أعضاء المنظّمة للتأكيد على اهتمامه بالمسائل الصحيّة في العالم وتوفير دعمه ومساعدته لجميع المساعي الدوليّة الآيلة إلى تحسين الوضع الصحي لدى مختلف فئات المجتمع، وبنوع خاص الفقراء والضعفاء، وأوضاع الأمومة والطفولة.

   إنّ الأمراض الخطيرة، أضاف نيافته في مداخلته، تظهر وللأسف في البلدان الأكثر فقراً لعجزها عن توفير الأدوية اللازمة للحدّ من تفشي هذه الأمراض المعدية التي تحصد سنوياً ما لا يقلّ عن سبعة عشرة مليون إنسان، تسعون بالمائة منهم يعيشون في البلدان النامية. وعلى سبيل المثال إنّ خمسة وتسعين بالمائة من المصابين بداء الإيدز لا يملكون المال الكافي لشراء الدواء. كما أنّ هذه البلدان الفقيرة لا تملك في صيدليّاتها الأدوية التي تحدّ من أمراض السلّ وصعوبة التنفّس وغيرها... على الرغم من أنّ مصاريف تصنيع الأدوية في العالم يتراوح بين خمسين وستّين مليار دولار أميركي سنوياً لا يُكرّس منها سوى صفر فاصلة اثنَين بالمائة لمعالجة أمراض التنفّس والسلّ والإسهال التي تتسبّب بنسبة ثمانية عشرة بالمائة من الوفيّات في العالم.

   وحذّر نيافة الكردينال بارّاغان، رئيس المجلس البابوي لراعويّة الصحّة في مداخلته أثناء أعمال الجمعيّة العامّة الثامنة والخمسين لمنظّمة الصحّة العالميّة في جنيف، حذّر من التهاون في توفير العلاجات اللازمة للنساء الحبالى والمولدين الجدد، فمن أصل مائتَين وأحد عشر مليون مولود جديد في العالم، يقضي نحو ستّة وأربعين مليوناً بسبب عمليات الإجهاض، واثنَين وثلاثين مليوناً بسبب الولادة السابقة لأنوانها أو أثناء الولادة، فيما يتمكّن من العيش فقط مائة وثلاثة وثلاثون مليون طفل.

   وذكّر نيافته في ختام مداخلته بالجمعيّة التي أسسها السعيد الذكر البابا يوحنّا بولس الثّاني لمواجهة هذه المشاكل الإنسانيّة الخطيرة، وهي مؤسّسة "السامري الصالح"، وقد ثبّت البابا الحالي بندكتس السادس عشر، وبكل سرور، هذه الجمعيّة مشجّعاً أعمالها الإنسانيّة النّبيلة سواء بشراء الأدوية للفقراء والمحتاجين أو بتوفير الدعم الصحي لأكثر من أحد عشرة بلداً في أفريقيا وأخرى في آسيا وأميركا اللاتينيّة، في الوقت الذي تهتمّ فيه الكنيسة الكاثوليكيّة بإدارة نحو سبعة وعشرين بالمائة من مراكز معالجة مرض الإيدز في العالم أجمع.








All the contents on this site are copyrighted ©.