2005-05-25 15:53:34

زيارة أساقفة بوروندي القانونيَّة الأعتاب الرسوليَّة

تقديم مستقبل رجاء لأفريقيا واجب أخلاقيّ يقع على عاتق الجميع


بدأ أساقفة بوروندي أمس الأوَّل زيارتهم القانونيَّة الأعتاب الرسوليَّة وتعود أخر زيارة لهم إلى العاشر من شهر أيلول سبتمبر من عام 1999. اندلعت الحرب الأهليَّة في هذا البلد الأفريقي في عام 1993 وسبَّبت مصرع أكثر من ثلاثمائة ألف شخص. في الحادي والعشرين من أيار مايو العام الماضي، نظَّم المجلس البابوي للعدالة والسَّلام لقاء في الفاتيكان لدراسة الأوضاع الإقتصاديَّة والإجتماعيَّة في القارَّة الأفريقيَّة، بمشاركة سفراء دول أفريقيا المعتمدين لدى الكرسي الرَّسولي، وكرادلة وأساقفة أفارقة وشخصيَّات من منظَّمات دوليَّة وممثِّلين عن منظَّمات كاثوليكيَّة.

وألقى حينها أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران جوفانِّي لايولو مداخلة قال فيها:" بلدان أفريقيَّة عديدة عانت أهوال الحرب لاسيَّما رواندا وبوروندي، وتفتقر القارَّة اليوم إلى ثقافة سياسيَّة. وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر من عام 2001 في الولايات المتَّحدة، تدهورت أوضاع حياة بلدان أفريقيَّة عديدة، أمَّا المنطقة الأفريقيَّة جنوب الصحراء الكبرى فتدفع الثَّمن أكثر من غيرها إذ يحتاج ملايين الفقراء إلى المعونات الإنسانيَّة.

وتابع المطران لايولو كلمته قائلاً:"ليست القارَّة الأفريقيَّة قارَّة البائسين بل هي أرض يسكنها أشخاص يناضلون لتخطِّي المشاكل القديمة والتحدِّيات الحاليَّة بهدف بناء مستقبل رجاء. عدد الكاثوليك في هذه القارَّة مائة وسبعة وثلاثون مليونًا من مجموع عدد السكَّان البالغ ثمانمائة وثلاثين مليون نسمة.  والكنيسة الكاثوليكيَّة، قال أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول، موجودة في جميع البلدان الأفريقيَّة، تقف إلى جانب الضعفاء لتكون "صوت من لا صوت لهم"، وتساعد الفقراء وتعمل من أجل النموِّ المتكامل لكلِّ إنسان ولصالح السَّلام والعدالة وتحسين أوضاع حياة المواطنين.

أمَّا الكردينال ريناتو مارتينو رئيس المجلس البابوي للعدالة والسَّلام فقال بدوره:"تقديم مستقبل رجاء لأفريقيا واجب أخلاقيّ يقع على عاتق الجميع، كيما تتخطَّى هذه القارَّة فصلا مأساويًا من تاريخها المطبوع بالصراعات المسلَّحة والديمقراطيَّة الهشَّة وانتشار الفساد والنِّزاعات الإتنيَّة والأمراض." وإعطاء مستقبل رجاء للقارَّة الأفريقيَّة يعني تقديم مستقبل رجاء وحضارة للعالم أجمع.

تجدر الإشارة إلى أنَّ السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني تدخَّل غير مرَّة لصالح القارَّة الأفريقيَّة، وذلك أثناء زياراته الراعوية لهذه القارَّة ولقاءاته الأساقفة في زياراتهم القانونيَّة للأعتاب الرسوليَّة والسفراء المعتمدين لدى الكرسي الرسولي ورسائله في مناسبات عديدة ونداءاته للمجتمع الدولي.

وفي كلمته إلى أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي العام الماضي، تحدَّث البابا فويتوا عن التوترات والنزاعات السائدة في القارَّة الأفريقيَّة وتأثيرتها المأساويَّة على السكَّان ومخاطر تصنيع الأسلحة والإتِّجار بها.

وتحدَّث يوحنا بولس الثاني أيضًا عن السَّفير البابوي في بوروندي المطران مايكل كورتني الذي اغتيل في هذا البلد الأفريقي وقال:"على غرار جميع السفراء البابويين والديبلوماسيين، أراد المطران كورتني قبل أيِّ شيء خدمة قضيَّة السَّلام والحوار، ولذا أحيي شجاعته ورغبته في دعم شعب بوروندي في مسيرته نحو السَّلام والأخوَّة."


 








All the contents on this site are copyrighted ©.