2005-05-20 16:15:11

 قداسة البابا يحثّ طلاب الأكاديمية الحبريَّة الكنسيَّة على أن يكونوا كهنة مثاليّين تحرّكهم المواظبة على الصلاة والصداقة الحميمة مع يسوع المسيح


   استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر الجمعة الجاري أعضاء الأكاديميّة الحبريّة الكنسيّة من مسؤولين وطلاّب ووجّه لهم كلمة شكرهم في مستهلّها على الخدمة السخيّة التي يؤدونها لخليفة بطرس من خلال العمل في البعثات البابوية الدبلوماسيّة، وهي رسالة مميّزة تتطلّب كسواها من الخدمات الكهنوتيّة، الأمانة التامّة باتّباع المسيح.

   وشدّد البابا في كلمته لطلاّب الأكاديمية على واجب التزامهم الدائم في توطيد العلاقة بين الكنائس المحليّة والكرسي الرّسولي، وإظهار العناية الكُبرى التي يوليها خليفة بطرس في رعاية قطيع المسيح، وبنوع خاص المهدّدين والمهمّشين والضعفاء... من هنا، أضاف البابا عليكم خلال سنوات تنشئتكم في روما اكتساب الحس الكنسي العميق  وبلورة شخصيّتكم الكنسيّة قلباً وعقلاً، ونمّو فيكم البعدَين الكنسيّين الأساسيّين وهما الشركة والرّسالة، الوحدة وبشارة الإنجيل.

   ثمّ ألقى البابا الضوء على مهام طلاب الأكاديمية الحبريّة الكنسيّة، وهي الشهادة أمام الكنائس المحليّة لإرث الحقيقة والنّعمة الذي سلّمه يسوع لبطرس وخلفائه، وهذا البعد الروحي العميق يجد جذوره ومثاله في القدّيسَين بطرس وبولس اللّذَين ذرفا دماءهما في روما...

   وانتقل البابا في كلمته للحديث عن سلفه الراحل، مسطّراً كيف أنّ شهادة يوحنّا بولس الثّاني تركت صداها الكبير في نفوس شعوب غير مسيحيّة، حسبما أوردته تقارير السفراء البابويّين من مختلف أنحاء العالم. وهذا يؤكّد، أضاف البابا، أنّه حيث يعلن اسم المسيح بصدق الحياة وشهادتها الصالحة، يبلغ قلوب الجميع وحتى الإخوة المنتمين إلى تقاليد دينيّة أخرى. فرسالة الكنيسة لا تتعارض مع احترام التقاليد والثقافات الدينيّة المختلفة. المسيح لا ينزع شيئاً من الإنسان، بل يمنحه كمال الحياة والفرح والرجاء. وهذا الرجاء مدعوون جميعاً للشهادة له حيث تدعوكم الكنيسة لخدمتها، وخدمة الكنيسة تتطلّب استعداداً روحياً وثقافياً وخصوصاً الإلمام باللغات والتاريخ والقانون، بانفتاح حكيم على الثقافات الأخرى...

   وحثّ البابا طلاّب الأكاديمية الحبريّة الكنسيّة على أن يكونوا كهنة مثاليّين تحرّكهم المواظبة على الصلاة والصداقة الحميمة مع يسوع المسيح. "كونوا كهنة حسب قلب المسيح، وأتِمّوا خدمتكم بالنجاح والثمار الرّسولي. وختم البابا موصياً إياهم بألاّ يدعوا تجربة تبوء المراكز تتغلّب عليهم... ثمّ أسندهم لشفاعة العذراء مريم الكليّة القداسة والرّسولَين بطرس وبولس بعدها منحهم بركته الرّسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.