2005-05-19 16:17:08

في كلمته إلى سفير مقدونيا الجديد لدى الكرسي الرسولي البابا بندكتس السادس عشر يشدِّد على أهميَّة تعزيز الحوار بين الثقافات


تسلّم قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الخميس أوراق اعتماد سفير مقدونيا الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد بارتالوميو كاجتازي.  وجّه البابا للسفير الجديد كلمة استهلّها مرحباً به وسأله أن يبلغ تحياته إلى حكومة الجمهورية اليوغسلافية السابقة وشعبها.  ثم تحدّث الحبر الأعظم عن شفيعَي أوروبا القديسين كيريلّوس وميتوديوس، وقال إن المسيحيين في أوروبا مدعوون اليوم إلى التمثّل بهذين القديسين اللذين شعرا بالحاجة الملحة إلى ترسيخ مبادئ الإنجيل في أوروبا، كيما تتمكّن شعوب القارة القديمة كلّها من بلوغ السلام والحرية اللذين يريدهما الله الخالق لجميع خلائقه.

       وتابع الحبر الأعظم كلمته معرباً عن ترحيبه بالجهود التي بذلتها الحكومة المقدونية من أجل السير قدماً على درب السلام والمصالحة.  وقال قداسته: إن الاختلافات الثقافية شكلّت غالباً، وللأسف، مصدراً لسوء التفاهم بين الشعوب ولنزاعات وحروب عديدة.  وسطر البابا أهمية تعزيز الحوار بين الثقافات، لإلقاء الضوء على القيم المشتركة بين مختلف الثقافات الأوروبية.

       ثم انتقل البابا للحديث عن تطلعات جمهورية مقدونيا للانضمام إلى الاتّحاد الأوروبي، وذكّر بكلمات سلفه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، حين قال: "أوروبا بحاجة إلى دول البلقان، ودول البلقان بحاجة إلى أوروبا"، وعندما أكد البابا فويتويا على أن عملية توسيع الاتّحاد الأوروبي لا تقتصر فقط على البعدين الجغرافي والاقتصادي، إذ ينبغي أن تصبح القيم المشتركة ركيزة للقوانين ولحياة الشعوب الأوروبية، وهذه القيم هي احترام كرامة الكائن البشري، والدفاع عن الحرية والديمقراطية.

       هذا وأكّد البابا بندكتس السادس عشر على التزام الكنيسة الكاثوليكية في مقدونيا، على الرغم من صغر حجمها، في التعاون مع باقي الجماعات الدينية، وأعضاء المجتمع المقدوني كلّه دون أي تمييز.  وقال إن رسالة الكنيسة الخيرية، سيما حيال الفقراء والمتألّمين، تشكل جزءاً لا يتجزّأ من التزامها العملي تجاه كلّ كائن بشري.  وقال قداسته: إني لواثق بأن الكنيسة الكاثوليكية في مقدونيا تبذل كل ما في وسعها من أجل تعزيز قيم السلام والعدالة والتضامن والحرية.  وفي ختام كلمته منح قداسة البابا السفير الجديد وعائلته، ومن خلاله جميع أبناء الأمة المقدونية، فيض بركاته الرسولية.

       يُذكر أن سفير مقدونيا الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد بارتالوميو كاجتازي وُلد في سكوبيه بألبانيا في الثاني عشر من أيار مايو من عام 1966.  حائز على شهادة في الهندسة الإلكترونية من جامعة سكوبيه.  يُجيد لغات ثلاث هي المقدونية، الألبانية والإنجليزية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.