2005-05-18 16:22:33

في مقابلة الأربعاء العامَّة البابا بندكتس السادس عشر يقول إنَّ يوحنا بولس الثاني لا يُنسى وهو ساكن في قلوب الجميع


   أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر اليوم في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان، مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين المحتشدين في الساحة وجميع من استمعوا إليه مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون في مختلف أنحاء العالم.

   تابع البابا تعليمه حول صلوات المساء في الكنيسة وتحديداً حول مزامير الكتاب المقدّس، وتطرّق إلى شرح المزمور المائة والثّاني عشر الذي يتردّد صدى كلماته البسيطة والرائعة في الآيات:"هللويا. سبّحوا اسم الرّب، ليكن اسمه مباركاً من الآن وإلى الأبد...". إنّه نشيد الهللويا، نشيد التسبيح الذي يعلن بفرح عظيم تحرّر الشعب المختار من عبوديّة الفرعون المصري، ليخدم ربّه بحريّة في أرض الميعاد.

   القسم الأول من المزمور المائة والثاني عشر، أضاف البابا في تعليمه، يرفع التبجيل لاسم الله ليدلّ على حضوره الحي والعامل في تاريخ الإنسان. يتردّد اسم الرّب ثلاث مرّات كمحور للصلاة والعبادة في كلّ هنيهة من الزّمن:"من مشرق الشّمس إلى مغربها اسم الرّب مُسبّح"، تُضيف الآية الثانية من المزمور. إنّه فعل شكران واحد وتنهّدٍ يرتفع من الأرض إلى السّماء لساكن الأعالي ومَلك التاريخ.

   ففي هذا الميل نحو العُلى، أضاف البابا، يقودنا المزمور إلى السرّ الإلهي. فالقسم الثاني منه، يعظّم سموّ الله قائلاً:"الرّب متعال على كلّ الأمم وفوق السماوات مجده... إنّه ناظر الأسافل في السماوات وفي الأرض".

   إنّ نظر الله يشمل كلّ الوقائع والخلائق، بشريّةً كانت أم سماويّة، ورَمَق عينيه ليس كنظر الأباطرة البارد، بل هو ينحني على الضعيف "ويُنهض المسكين عن التراب. يُقيم البائس من المذلّة ليُجلسه مع العظماء عظماء شعبه.

   إذاً، أضاف البابا في تعليمه الأسبوعي، ينحني الله بعطفه وأناته علينا، يعطف على المحتاجين والمتألّمين ويعزّيهم، "ويجعل عاقر البيت أمَّ بنين مسرورةً". ثمّ استحضر قداسته من خلال آيات هذا المزمور كلمات مريم العذراء في نشيدها "تُعظّم نفسي الرّب"، الذي يعظم اختيار الله لها ونظره إلى تواضع أمَتِه". ونشيد مريم يُظهر عدل الله في تواضعه إذ إنّه:"يحطّ المقتدرين عن الكراسي ويرفع المتواضعين".

   بعد ختام تعليمه الأسبوعي حول المزمور المائة والثاني عشر، وجّه البابا تحياته بلغات عديدة من بينها البولنديّة إذ قال:"اليوم كان يجب أن يكون عيد ميلاد قداسة البابا الراحل يوحنّا بولس الثّاني، هذا الحبر الذي لا يُنسى والساكن في قلوب الجميع. أتمنّى لجميع البولنديّين الحاضرين اليوم هناك كلّ خيور الرّب وبركاته. ثم انتقل لتحيّة فريق من كهنة رئاسة أبرشيّة ترينتو الإيطالية، بعدها شكر القيّمين والمشاركين في احتفال تسمية إحدى قمم جبال (غران ساسّو) الإيطالية باسم البابا يوحنّا بولس الثّاني الذي أحبّ كثيراً تلك المنطقة وزارها مراراً عديدة...

   وفي الختام حيّ البابا بندكتس السادس عشر الشبيبة والمرضى والأزواج الجدد، حاثّا الجميع على التعمّق في صلاة المسبحة الورديّة، وخصوصاً في شهر أيار مايو المكرّس لأمّ الله. فالمسبحة الورديّة هي صلاة إنجيليّة تساعدنا على فهم أكبر لأسس أسرار تاريخ الخلاص.








All the contents on this site are copyrighted ©.