2005-05-14 15:18:51

إنجيل الأحد 15 أيّار 2005: وقفة تأمّل حول كلمة الحياة


    من إنجيل سيّدنا يسوع المسيح للقدّيس يوحنّا:"وفي مساء اليوم عينه، يوم الأحد، كان التلاميذ في دار غلقت أبوابها خوفاً من اليهود، فجاء يسوع وقام وسطَهم وقال لهم:"السّلام عليكم!" قال ذلك، وأراهم يَدَيه وجنبَه فاستولى الفرح على التلاميذ لمشاهدتهم الرّب. فقال لهم ثانية:"السّلام عليكم! كما أرسلني الآب أُرسلكم". قال هذا ونفخ فيهم وقال لهم:"خذوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تُغفر له، ومن أمسكتم عليه الغفران يُمسَك عليه".

 

التأمّل: RealAudioMP3  

 

   ما نستشفُّه إخوتي وأخواتي الأعزَّاء في آيات إنجيل هذا الأحد، هو أنَّ الفرق بين السعي إلى العيش بفعالية والاستسلام لقدريَّة العيش، هو عمل الروح القُدس في حياتنا، أي حضور الله فينا ومعنا. ذاك الروح الذي أقام يسوع من بين الأموات، يمنحنا الحياة ويسكن في داخلنا. إنَّه وعد يسوع القائم من الموت لرُسُله. وعدٌ واقعي حقيقي مجاله الزَّمن وليس الآخرة. الله الآب والابن والروح القدس يسكن فينا في كُلِّ هُنيهة ليُحيينا، ويُحوِّل وجودنا إلى عطاء، ويحرق الخطيئة العاملة بأجسادنا وعقولِنا.

   لا خيار أمامنا كمؤمنين، إمَّا أن نعيش بالروح القدُس، أو أن نموت بجسد الخطيئة.

   بعيداً عن الله، نحن موتى أحياء، مُظلمون غامضون وعاجزون عن الحبّ وعن نوال الرجاء ومنحِه للآخرين... الروح القدُس وحده قادرٌ على جعلنا أبناء لله ووارثين لملكوته.

   فلنسأل الله أن يَسكُبَ روح قُدسِه علينا وعلى عيالنِا فنحمل السعادة إلى كُلّ القلوب المُحتاجة لفعل محبَّة مجاني نابعٍ من قلوبنا. ولنُحبِب ونتبع يسوع الباب الذي يدخل من خلاله إلينا الآب والروح الُقُدس فنتقدَّس على مثال من سَبَقُونا من أبرار وصدِّيقين، فنصرخ بصوت التهليل ساعة الفرح، ونهمس آن الألم قائلين، أبَّا أيها الآب، لِتَكُن مشيئَتُكَ كما في السماء كذلك على الأرض. آمين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.