2005-05-13 16:21:05

البابا يعلن أثناء لقائه كهنة أبرشية روما عن فتح دعوى تطويب يوحنّا بولس الثاني ويحذِّر من العيش في صحراء روحيَّة


   اليوم الثالث عشر من أيار مايو، عيد العذراء مريم سيّدة فاطمة، أعفى قداسة البابا بندكتس السادس عشر من فترة السنوات الخمس القانونيّة بعد الوفاة خادم الله يوحنّا بولس الثّاني من أجل فتح دعوى تطويبه، وبذلك بدأت منذ اليوم دعوى التطويب والتقديس معاً. جاء إعلان البابا في بازيليك القديس يوحنّا اللاتيران حيث التقى قبل ظهر اليوم كهنة أبرشيّة روما ووجّه لهم كلمة تطّرق في مستهلّها إلى شرح دور الكاهن في المدينة الخالدة الذي تطلب منه الكنيسة التعاون المباشر مع خليفة بطرس في خدمة الكنيسة الجامعة.

   وأشاد البابا في كلمته بخدمة الكهنة الراعويّة التي تدل، بشكل ما، على تخطّيهم أزمة الهويّة التي دمّرت الكثير من الكهنة، ولكنّه نبّههم في الآن معاً من وجود الأسباب المؤدية لعيش "صحراء روحيّة"، تعصف رمال ضلالها ببشرية رماننا الحاضر مُهدّدة الكنيسة السائرة في أرض الشقاء. وهذه المخاطر، أضاف البابا يُمكنها أيضاً أن تطال الكهنة، لذا من الضروري العودة مجدّداً إلى جذورنا الكهنوتيّة. وهذه الجذور هي واحدة: يسوع المسيح الرّب. فهو من أرسله الآب، وهو حجر الزاوية، وفيه من خلال موته وقيامته يحل ملكوت الله بيننا ويتمّ خلاص الجنس البشري.

   إنّ ابن الله الوحيد يعطي بلا حدود ولا مقابل، وهذه أعزائي الكهنة، أضاف البابا بندكتس السادس عشر، هي طبيعة الكهنوت الحقيقيّة... فكلّ ما يُشكّل عناصر خدمتنا السامية لم تصنعه مقدّراتنا الذاتية... كما أن الله أرسلنا لا للتبشير بأنفسنا وبآرائنا، ولكن بسرّ المسيح مقياس الإنسانيّة الحقيقيّة. لقد كُلّفنا لا لنُكثر الكلام، ولكن لنكون صدى كلمة واحدة، كلمة الله الذي صار جسداً لخلاصنا..."ما جئت لأصنع مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني، قال يسوع لرسله"، أضاف البابا، لذا أعزائي الكهنة إنّ الله يدعونا لنكون خاصّته قائلاً:"أنتم خاصّتي إن صنعتم ما آمركم به". اصنعوا كلّكم إرادة الله المقدسة التي تكمن فيها حريّتنا وفرحنا.

   ثمّ أضاف البابا في كلمته إلى كهنة أبرشيّة روما، أنّ الكهنوت منحه الله للكنيسة ولأجلها. فالإيمان المسيحي ليس حسًّا روحياً داخلياً، وعلاقتنا بالمسيح ليست علاقة خاصّة بنا وحدنا، إنها علاقة حسيّة بالجميع...

   وبعد أن حذّر البابا الكهنة من مخاطر التشديد على إظهار أنفسهم، بل عيش دعوتهم الكاملة إلى القداسة... تحدّث عن خدمته كأسقف لروما، وهي تنخرط في سياق السبيل الذي رسمه أسلافه الأحبار الأعظمون، وبنوع خاص الإرث الثّمين الذي تركه البابا يوحنّا بولس الثّاني: فلنمشي في طريقه أعزائي الكهنة والشمامسة، بثقة وهدوء، باحثين عن تنمية الشركة داخل عائلة الكنيسة الكُبرى...








All the contents on this site are copyrighted ©.