2005-05-12 16:13:07

البابا يستقبل أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي: الجميع مدعوون إلى بناء مجتمع مسالم للانتصار على تجربة التصادم بين الحضارات والإتنيات المختلفة


التقى قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر الخميس الجاري أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسيّ الرسوليّ، وذلك بمناسبة تقديم التهاني له في بداية مسيرة حبريّته. وجّه البابا كلمة لضيوفه الدبلوماسيّين شكر في مستهلّها عميد السلك سفير جمهورية سان مارينو جوفانّي غالاسّي على كلماته المتنبّهة لدور الكنيسة وحضورها في العالم.

   وأضاف البابا أن تفكيره لا يتوجّه وحسب نحو البلدان التي يمثّلها ضيوفه السفراء، إنما أيضاً إلى البلدان التي لا يقيم الكرسي الرّسولي معها حتّى الآن علاقات دبلوماسيّة، خصوصاً وأن بعضها شارك عبر ممثّليه في مأتم قداسة البابا الراحل يوحنّا بولس الثّاني وفي احتفال بداية حبريّته. فمع تقديري لهذه المبادرات، أودّ اليوم، قال البابا، التعبير لهم عن امتناني وتوجيه تحياتي الصادقة إلى السلطات المدنية في تلك البلدان، آملاً رؤيتهم ممثّلين في القريب العاجل لدى الكرسي الرّسولي. فمن هذه البلدان، أضاف البابا، وحيث الجماعات الكاثوليكيّة كبيرة، بلغتني رسائل قدّرتها كثيراً، وأودّ القول كم لهذه الجماعات ولشعوب تلك البلدان من محبّة عميقة في قلبي ومن حيّز كبير في صلاتي.

   ثمّ تحدّث البابا في كلمته إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسيّ الرّسولي عن الدور المثمر والفعّال الذي لعبه سلفه السّعيد الذكر البابا يوحنّا بولس الثّاني، رسول الإنجيل الذي لم ينله الكلل بعد زيارته الكثير من  البلدان مقدّماً خدمة كبيرة لقضية وحدة العائلة البشريّة... وداعياً قادة الأمم لبناء العدالة والسلام والتضامن والمحبّة والغفران المتبادل...

   ثمّ تحدّث البابا عن أهميّة السلام وعن اختباره هو من بلد حيث السّلام والتآخي عزيزان على قلوب جميع أبنائه، الذين عرفوا، على مثالي، الحروب والانفصال بين الإخوة المنتمين لأمّة واحدة، بسبب الإيديولوجيّات المدمّرة التي ألقت على عاتق الإنسان نير القمع بحجّة أحلام ووعود زائفة وكاذبة. وأكّد البابا على أهمية الحوار بين البشر من أجل تخطّي جميع أشكال الصراعات والتشنّجات، وتحويل أرضنا إلى أرض سلام وتآخي... فالجميع مدعوّون إلى  بناء مجتمع مسالم للانتصار على تجربة التصادم بين الحضارات والإتنيات المختلفة... لذا على كلّ شعب أن يستخرج من إرثه الروحي والثقفات أثمن القيم التي يحملها والذهاب لملاقاة الآخرين وقبول تقاسمهم إياه هذا الغنى الروحي والمادي من أجل خير الجميع.

   وأكّد البابا بندكتس السادس عشر على أن الكنيسة لن تكفّ يوماً عن الدفاع عن حقوق الإنسان الأساسيّة، والمغتصبة وللأسف، في نواح عديدة من الأرض... كما أكّد على عمل الكنيسة لحث الجميع على الاعتراف بحقوق كلّ إنسان، من الحياة، إلى الغذاء فالمسكن والعمل والعناية الصحيّة وحماية العائلة وتعزيز النمو الاجتماعي، ضمن احترام كرامة الرّجل والمرأة المخلوقَين على صورة الله...

   وفي ختام كلمته أكّد البابا على استمرار الكنيسة في تعاونها المثمر لحماية كرامة كلّ إنسان وخدمة الخير العام، وهي لا تطلب أيّ امتياز لذاتها، إنّما تطالب فقط بتحقيق شروطها المشروعة كحريّة التحرّك في أداء رسالتها وسط جماعة الأمم على أساس الاستقامة والاحترام والمودّة. وبعد أن حمّل السفراء تحياته لرؤساء دولهم، طلب من الله أن يسكب بركاته الفيّاضة.








All the contents on this site are copyrighted ©.