2005-05-11 16:06:35

مقابلة قداسة البابا العامّة مع المؤمنين: على انفلات قوى الشّر وفساد الشيطان وتفشّي الشرور والنكبات يرتفع الرّب ديَّاناً سامياً لأحداث التاريخ


   أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر الأربعاء مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان وجميع من استمعوا إليه مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون. تابع قداسته تعاليمه حول أناشيد صلوات المساء مركّزاً على نشيد سفر الرؤيا القائل:"ورأيت الذين غلبوا الوحشَ وصورته وسمتَه وعددَ اسمِه قائمينَ على بحرِ البلّور، معهم كنّاراتُ الله ويرتّلون نشيد عبد الله موسى ونشيد الحمل فيقولون:"عظيمةٌ عجيبةٌ أعمالُكَ أيّها الرّب القدير وسويّة قويمة سُبُلُكَ يا ملكَ الأمم".

   في شرحه لهذه الآية قال البابا:"إنّه نشيد مقتضب ولكنّه عميق وعظيم بجوهره ونبرته، إنّه أحد أناشيد الابتهال والصلاة في سفر الرؤيا، سفر الدينونة والخلاص والرجاء. إنّ التاريخ، أضاف قداسته، ليس بيد سلطات الظلمة، والصّدفة والخيارات الإنسانيّة. فعلى انفلات قوى الشّر، وفساد الشيطان وتفشّي الشرور والنكبات، يرتفع الرّب ديّاناً سامياً لأحداث التاريخ. فهو يقوده بحكمته نحو فجر سماوات جديدة وأرض جديدة...

   وبعد أن تحدّث البابا عن تسبحة المستقيمين للرّب وإنشادهم نشيد التعظيم لأعماله القويمة، هُم من قهروا الشّر بدماء استشهادهم وأصبحوا بُناة العالم الجديد، سطّر اهتمام الله بأحداث الإنسان، ودخوله عبرها لتحديد طرقه ومشاريعه وأعماله الهادفة لخلاص الإنسان.

   ويُبيّن لنا نشيد سفر الرؤيا أنّ الله الجبار القدير يدعو شعوب الأرض إلى الارتداد والعودة إليه. فعلى الأمم أن تتعلّم قراءة رسالة الله في التاريخ. فمغامرة البشريّة ليست ضياعاً وهباءً لا معنى له، بل مصيرها الانتصار على المتجبّرين والفاسدين.

   ثمّ تحدّث البابا عن إمكانيّة التعرّف إلى عمل الله الخفي في التاريخ، وتعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني في الدستور العقائدي "فرح ورجاء"، تدعو المؤمن ليسبر ويقرأ علامات الأزمنة في ضوء الإنجيل ليرى من خلالها أعمال الله. وفعل الإيمان هذا يحمل الإنسان على إدراك قوّة الله العاملة في التاريخ، والعيش بمخافته. فمخافة الله في الكتاب المقدّس لا تعني الخوف، إنّما الاعتراف بسمو سرّ الله. ركيزة مخافة الله الإيمان والمحبّة وفيهما تتحقّق أولى الوصايا:"أحبب الله من كل قلبِكَ ومن كلّ نفسك".

    بهذا النّشيد المقتضب، أضاف البابا، تتّحد مخافة الله وتعظيم اسمه:"من تُراه لا يخاف اسمَكَ ولا يُمجّده يا ربّنا". بفضل مخافة الرّب لا نرهب الشرّ الذي يعبث بالتاريخ بقوّة كبيرة...

   جميع الأمم ستنحني ساجدة أمام الله والمخلّص القائل لنا:"ثِقوا لا تخافوا: أنا غلبت العالم"".

   بعد الانتهاء من تعليمه انتقل البابا لتحيّة المؤمنين الحاضرين في الساحة بلغات عديدة وخصّ بالذكر الشبيبة والمرضى والأزواج الجدد الذين حثّهم على التوجّه الدائم والواثق إلى مريم تاركين بين يدَيها آلامهم وآمالهم، مذكّراً احتفال الكنيسة بعيد عذراء فاطمة يوم الجمعة القادم. ثمّ منح قداسته الجميع بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.