2005-05-09 17:02:50

بندكتس السادس عشر نصير السّلام والعدالة


   منذ بداية حبريّته، وعبر خطبه وعظاته المتتاليّة، أكّد بندكتس السادس عشر على التزامه الثابت في الدفاع عن الشخص البشري، وتنمية حقوقه الأساسيّة، وتحقيق العدالة والسّلام في العالم.

   ففي مقابلته العامّة الأولى مع المؤمنين يوم الأربعاء السابع والعشرين من نيسان أبريل الماضي، شرح البابا معنى اختياره اسم "بندكتس"، وذلك تأثّراً بسلفه السّعيد الذكر البابا بندكتس الخامس عشر الذي كان "رسول السّلام الحقيقي والجريء"، وأكّد قداسته السّير على خطاه طوال سني حبريته التي يمنحها له الله، وذلك في خدمة المصالحة والتناغم بين البشر والشعوب، قناعة منه بأنّ خير السّلام الكبير هو عطية من الله، عطيّة سريعة العطب ولكنّها ثمينة وتستأهل البحث عنها وحمايتها وبناءها يوماً بعد يوم بمساهمة الجميع.

   وصورة عالمنا اليوم، أظهرها لنا البابا الجديد أثناء لقائه في قاعة الكليمينتينا في الفاتيكان مع ممثّلي الكنائس والجماعات الكنسيّة والديانات الأخرى بعد يوم واحد من قدّاس بداية حبريّته قال:"إن عالمنا اليوم مطبوع أحياناً كثيرة بصراعات وأعمال عنف وحروب، ولكنّه يطمح بحرارة كبيرة إلى السّلام"... ولمن يبحثون بقلب صادق عن الحقيقة، وجّه البابا دعوة حارّة بأن يتماسكوا ويعملوا معاً لبناء السلام بروح التفاهم والاحترام والمحبّة المتبادلة.

   في عظته في قدّاس بداية حبريّته أيضاً، يوم الرابع والعشرين من نيسان أبريل الماضي، أدان البابا بندكتس السادس عشر بقوّة جميع أشكال الظلم التي تُهدّد السّلام، فعندما تصبح كنوز الأرض لاستعباد الآخرين وليس لخدمة بناء جنّة الله التي يستطيع الجميع العيش فيها، ينصاع المرء لاستغلال قوى الشرّ والتدمير.

   وفي أوّل صلاة "إفرحي يا ملكة السّماء" له من على نافذة مكتبه الخاص في الفاتيكان تحدّث البابا عن الأخوّة المسيحيّة كقيمة تستوجب التجسيد في نطاق العمل والحياة الاجتماعيّة، لأنّ التضامن، والعدالة والسّلام هم أسس يُمكن أن تُبنى وحدة العائلة البشريّة عليها.

   كما أظهر البابا الجديد طواعيّة تعكس إنسانيّتة ومحبّته وانفتاحه على الحوار مع الإخوة المسيحيّين المنفصلين، ومع المُسلمين واليهود، ومؤمني الديانات الأخرى وكلّ ذوي الإرادة الحسنة.

   عسى أن يكون شعار هذه الحبريّة المباركة وثمارها العدالة السّلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.