2005-05-07 14:13:55

كلمة قداسة البابا إلى أساقفة سريلانكا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة سريلانكا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية.  وجّه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة استهلّها مرحباً بهم ومعرباً عن سروره الكبير لاستقبالهم في الفاتيكان.  وتابع البابا يقول: تأتون من قارة غنية بثقافتها ولغاتها وتقاليدها، وتقدمون شهادة لإيمان شعبكم الراسخ بيسوع المسيح، مخلّص العالم الأوحد.  إني أصلّي كيما يساعدكم حجُّكم إلى ضريحي القديسين بطرس وبولس على تجديد التزامكم في خدمة المسيح وإعلانه بقناعة راسخة، كيما ينمو القطيع الموكل إلى رعايتكم في معرفة المسيح وحبّه.

وتابع قداسته كلمته معرباً عن قربه من جميع الأشخاص الذين تضرروا نتيجة كارثة تسونامي، التي حصدت الكثير من الضحايا في سريلانكا في شهر كانون الأول ديسمبر الماضي، وشرّدت مئات آلاف الأشخاص.  وقال البابا: أمام هذه الكوارث، لا يُمكننا إلا أن نرى وجه المسيح المتألّم في كلّ شخص، ونعي أننا نخدمه هوَ عندما نعبّر عن محبتنا وعطفنا حيال كلّ محتاج.  ومن واجب الجماعة المسيحية، قال البابا، أن تعتني بكل طفل فقد والدَيه نتيجة هذه الكارثة الطبيعية ... وينبغي ألا نوفّر أي جهد ممكن لحمل السلطات المدنية والجماعة الدولية على الحد من الانتهاكات الكثيرة التي يتعرّض لها الأطفال وإحاطتهم بالحماية التي هي من حقّهم.  ورحّب بندكتس السادس عشر بالجهود التي بذلتها الكنيسة في سريلانكا لتلبية احتياجات منكوبي تسونامي المادية، المعنوية، النفسية والروحية.  وأعرب عن فرحه الكبير للتضامن بين مختلف الجماعات الدينية والإتنية حيال كلّ من تضرروا نتيجة المدّ البحري.

       وتابع الحبر الأعظم كلمته إلى أساقفة سريلانكا مسطّراً أهمية تعزيز الحوار بين الأديان في البلد الآسيوي.  وأكّد قداسته أن المفتاح الأساسي للتعايش مع أتباع الديانات الأخرى وقيام حوار مثمر، يكمن في احترام معتقدات الآخرين وحقهم في الحرية.  وقال: ينبغي إلا يُنظر إلى واجب الكنيسة في إعلان المسيح، مخلّص البشرية الأوحد، كمحاولة لإرغام الآخرين على التصرف بطريقة مخالفة لما يُمليه عليهم ضميرهم، لأنه محاكاة لضمائر البشر بواسطة الحقيقة التي تجلّت في يسوع المسيح.

       ومضى الحبر الأعظم إلى القول: أود أن أعرب عن حزني العميق تجاه الأوضاع المأساوية الناتجة عن الحرب الأهلية في سريلانكا.  وعلى الرغم من اتّفاق وقف إطلاق النار، ما يزال السلام في بلادكم هشاً، وما تزال مسيرة إعادة إعمار البلاد وعودة المهجرين إلى ديارهم تتطلّب جهوداً جمّة.  وحيّا البابا دور الوساطة الذي اضطلعت به الكنيسة في محادثات السلام، مشيراً إلى أن هذه الجهود تُظهر كيف يُمكن تطبيق كلمات القديس بولس الرسول: "لا تجعل الشرّ يقهركَ، بل كن بالخير للشرّ قاهراً".

       الكنيسة في سريلانكا فتية، تابع البابا كلمته قائلاً، وهذا يبعث على الرجاء في المستقبل.  لذا ينبغي أن يُعطى التعليم الديني في المدارس أولوية مطلقة، كما تتطلّب الإكليريكيات اهتماماً خاصاً من جانب الأساقفة.  وذكّر الحبر الأعظم أساقفة سريلانكا بأن المسيح يرافق خطاهم، وهم يرعون شعب الله.  وقال لهم: جددوا ثقتَكم به!  وافتحوا قلوبكم له!  هذا ثم أوكل قداسته رعاة الكنيسة السريلانكية ومؤمنيها إلى شفاعة العذراء مريم، ومنح الجميع فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.