2005-05-07 14:13:40

إنجيل الأحد 7 أيّار 2005: وقفة تأمّل حول كلمة الحياة


  "وأمّا التلاميذ الأحد عشر، فذهبوا إلى الجليل، إلى الجبل الذي جعله يسوع لهم موعداً. فلمّا رأوه سجدوا له، ولكنّ بعضهم ارتابوا. فدنا يسوع إليهم وكلّمهم قال:"إني أوليتُ كلّ سلطان في السّماء والأرض. فاذهبوا وتلمِذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم أن يحفظوا كلّ ما أوصَيتُكم به، وهاءنذا معكم طوالَ الأيّام إلى انقضاء الدّهر".

 

التامّل: RealAudioMP3

 

   مرّ شهر ونيّف على وفاة البابا الراحل يوحنّا بولس الثّاني، وتعود إلى أذهاننا صور مئات الآلاف من الأشخاص، وغالبيّتهم من الشباب، الذين انتظروا ساعات طوال لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان البابا الراحل قبل دفنه وجوه باكية ووجوه مبتسمة ولكن الدمع يملأ أعينها. وربّ سائل أمام هذا المشهد:"ما الذي يرغمهم على القيام بذلك؟"

   البسمة المتأثرة والبكاء، مشهد يستوجب منا التوقّف عنده ونحن نتأمل بصعود الرّب يسوع إلى السّماء. فأمام رحيل شخص نُحبّه نشعر بالألم من الناحية الإنسانيّة، ولكن في الآن معاً يدفعنا إيماننا إلى التبسّم: ندرك أن حبيبنا ذهب، ونتيقّن أيضاً أنّه يبقى معنا بحضور روحي. نعم رحيل الحبيب بدون رجاء الإيمان هو رحيل فقط وألم مُظلم.

   حياتنا كلّها مطبوعة بالرّحيل والوداع: الابنة التي تغادر منزلها بعد زواجها، الابن الذي يدخل المدرسة الإكليركيّة، القريب الذي يسافر ليتعلّم أو ليعمل والبحّار الذي يغمر عائلته قبل أن يُبحر بعيداً... كلّها محطات انفصال ترافقها الدمعة والابتسامة.

   وعندما غادر يسوع أرض شقائنا حذّر تلاميذه من حزن الفراق والقنوط، قال:"إذا لم أذهب لن يأتيَكم الروح المعزّي. قرن يسوع ذهابه بوعد بقائه معنا من خلال عمل الروح القدس حتّى منتهى الأجيال.

   يوم عاش الرّسل مع يسوع شكّ البعض منهم بحقيقته، ولكن بعد غيابه وحلول الروح القدس عليهم في العليّة، استشهدوا جميعاً من أجله. يوم كانوا معه بالجسد بقوا مُسمّرين في فلسطين، وبعد صعوده إلى السّماء ذهبوا إلى أقاصي الأرض لإعلان إنجيل ملكوت السماوات... فلنسأل الله إخوتي الأعزاء أن يسكب في عقولنا روح الحكمة لنعرفه فتستنير عيون بصائرنا فندرك معنى دعوة الرجاء التي دعينا إليها. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.