2005-04-30 16:19:59

إنجيل الأحد 1 أيّار 2005 وقفة تأمل أسبوعيَّة حول كلمة الحياة


   قال الرّب يسوع:"إذا كنتم تحبّوني حفظتم وصاياي. وأنا أسأل أبي، فيَهَبَ لكم مؤيّداً آخر يبقى معكم إلى الأبد روحَ الحقّ الذي لا يستطيع العالم أن يتلقّاه لأنّه لا يراه ولا يعرفُه. أمّا أنتم فتعرفونَه لأنّه يُقيم معكم وهو فيكم. لن أدَعَكم يتامى، بل أرجِعُ إليكم. لن يراني العالم بعد قليل. أمّا أنتم فترونَني حيّا فتحيَون ويومذاك تعرفون أنّي في أبي وأنّكم فيّ وأنّي فيكم. من تلقّى وصاياي وحفظها أحبّني. ومن أحبّني أحبّه أبي وأنا أُحبّه وأُظهرُ له نفسي". (يوحنّا:14، 15-21)RealAudioMP3

التأمّل:

 

   آيات إنجيل هذا الأحد تطال كلّ جوانب حياتنا اليوميّة التي حدّدناها في برنامج نبغي عيشه بأمانة وبعلاقة محبّة وطيدة مع الله. والشعور بالعيش حسب ما يطيب لقلب الله يمنحنا إياه المسيح القائم من الموت الذي لخّص لنا الوصايا باثنتَين عندما حلّ في ربوع أرضنا بعد تجسّده من مريم العذراء. الوصيّة الأولى المحبّة البنويّة، والوصيّة الثانية المحبّة الأخويّة، فباتت القيم الواجب الرجوع إليها محسوسة وليست مُثُلاً فلسفيّة مجرّدة، لأنّ الله أظهر لنا بعده الثالوثي بعلاقة المحبّة الخالدة بين الآب والابن والروح القدس.

   إنّ أسمى ما يمكن أن يعيشه المسيحي هو يسوع المسيح وحبّه في كلّ المجالات. حبّه بالعقل والقلب وليس بجنون العواطف الفارغة، وإفساح المجال أمام عمل الروح القدس فينا، عمل المعزّي والمحامي والرّقيب الذي يحوّلنا من الداخل ويجرّدنا من أنانيّتنا فنستسلم لإرادته متخلّين عن أنانيّتنا.

   إنّ عشنا في شريعة المسيح نبلغ الفرح الكامن في عمق أعماق محبّة كلّ مؤمن. فعندما يصعب علينا مشاهدة بشائر الفرح على وجوه عالمنا المتجهّمة، نُدرك غياب الإيمان بيسوع المسيح... فأمام الشعور بانسحاب الله من عالمنا فلننسحب نحن إلى قلب الله، "فمن أحبَّني، قال يسوع في إنجيل اليوم،أحبّه أبي وأنا أُحبّه وأُظهرُ له نفسي...". آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.