2005-04-25 17:02:20

قداسة البابا بندكتس السادس عشر يؤكِّد على الإلتزام المسكوني للمجمع الفاتيكاني الثاني ويقول إنَّ الكنيسة الكاثوليكيَّة تريد مواصلة بناء جسور صداقة مع باقي الأديان


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الإثنين في قاعة كلمنتينا بالفاتيكان موفدي الكنائس والجماعات الكنسيَّة الأخرى وباقي الأديان غير المسيحيَّة،ووجَّه لهم كلمة قال فيها:"بفرح كبير استقبلكم،أعزائي موفدي الكنائس الأرثوذكسيَّة والكنائس الأرثوذكسيَّة الشرقيَّة والجماعات الكنسيَّة في الغرب، بعد أيام قليلة على انتخابي. سُررت جدًّا بحضوركم أمس في ساحة القديس بطرس، بعد أنْ عشنا معًا لحظات أليمة لفراق البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. فالعاطفة الكبيرة التي عبَّرتم عنها لسلفي الذي لا يُنَّسى كانت أكثر من مجرَّد فِعْل مجاملة كنسيّ. مسيرة كبيرة تمَّت خلال سنوات حبريَّته، ومشاركتكم في حداد الكنيسة الكاثوليكيَّة لوفاته بيَّنت كَم هي حقيقيَّة وكبيرة الرغبة المشتركة في الوحدة."

وأضاف البابا يقول:"من خلال تحيَّتكم أشكر الربَّ الذي باركنا برحمته ومنحنا استعدادًا حقيقيًّا لنجعل من صلاته "ليكونوا واحدًا" صلاتنا. لقد جعلنا نُدرك أكثر فأكثر أهميَّة السير نحو الشركة الكاملة. وبصداقة أخويَّة، نستطيع أن نتبادل العطايا التي نلناها من الروح القدس ونشعر بأنَّنا مدفوعين لتشجيع بعضنا البعض لكي نعلن المسيح ورسالته إلى العالم الذي يبدو اليوم، وغالبًا، أكثر قلقًا ولامبالاة."

لقاؤنا اليوم يحمل معنًى مميزًّا، تابع البابا بندكتس السادس عشر كلمته، فهو يسمح أوَّلا لأسقف روما، راعي الكنيسة الكاثوليكيَّة، بأنْ يردِّد على مسامع الجميع وببساطة: "تقدَّموا في العمق." تقدَّموا برجاء. وعلى خطى سلفَي السعيدَي الذكر بولس السادس ويوحنا بولس الثاني، أشعر بقوَّةٍ بحاجة التأكيد مجدَّدًا على الإلتزام الذي أتَّخذه المجمع الفاتيكاني الثاني والذي واصله خلال السنوات الماضية، وذلك أيضًا بفضل عمل المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين. إنَّ الطريق نحو الشركة الكاملة التي أرادها يسوع لتلاميذه تتضمَّن وبطاعة ملموسة ما يقوله الروح القدس للكنائس؛ الشجاعة واللطف والحزم والرجاء لبلوغ الهدف. ويتضمَّن أيضًا الصلاة الملحَّة ومن قلب واحد، للحصول من الراعي الصالح على عطيَّة وحدة قطيعه."

وأضاف البابا بندكتس السادس عشر يقول:"إنَّ المسيح، أمير السَّلام، عمل وسطنا ونشر مشاعر الصداقة وهدأ الخلافات وعلَّمنا أن نعيش بحالة أكبر من الحوار والتناغم مع الإلتزامات الخاصَّة لِمن يحملون اسمه. إنَّ حضوركم اليوم، إخوتي الأعزاء في المسيح، وأبعدَ ممَّا يفرِّق بيننا ويُلقي بظلال على شركتنا الكاملة والمنظورة، هو علامة مقاسمة ودعم لأسقف روما الذي يستطيع الإعتماد عليكم لمواصلة المسيرة برجاء. وفي هذه المناسبة الفريدة التي تجمعنا معًا وخصوصًا مع بداية خدمتي الكنسيَّة، أطلب إليكم جميعًا أن تعطوا معي مثالاً للعمل المسكوني الروحي الذي وبالصَّلاة يُحقِّق شركتنا وبدون أيَّة عوائق."

وتابع البابا كلمته متوجِّهًا إلى مختلف التقاليد الدينيَّة:"أصدقائي الأعزَّاء، أشكركم على حضوركم أمس في احتفال افتتاح حبريَّتي. وأوجِّه لكم ولجميع من ينتمون إلى الديانات التي تمثِّلونها تحيَّاتي الحارَّة.  وأضاف قداسته يقول:أعبِّر عن شكري الكبير لحضور أعضاء من الجماعة المسلمة وسطنا وأعبّر عن تقديري لنموِّ الحوار بين المسلمين والمسيحيين، على المستويين المحلي والدولي. وأؤكّد لكم أنَّ الكنيسة تريد مواصلة بناء جسور صداقة مع أتباع جميع الأديان بهدف البحث عن الخير الحقيقي لكلِّ شخص والمجتمع بأسره."

إنَّ العالم الذي نعيش فيه مطبوع غالبًا بالنزاعات والعنف والحروب ولكنَّه يتوق إلى السَّلام، السَّلام الذي هو قبل كلِّ شيئ عطيَّة من الله، والذي علينا الصلاة بلا ملل لنواله. والسَّلام أيضًا واجب، على الجميع الإلتزام به. وجهودنا المشتركة والحوار المثمر يشكِّلان مساهمة قيِّمة لبناء السَّلام على أسس متينة. من الواجب علينا الإلتزام بحوار حقيقي وصادق مبنيّ على احترام كرامة كلّ كائن بشري مخلوق، على صورة الله ومثاله."

وختم البابا بندكتس السادس عشر كلمته بالقول:"مع بداية حبريَّتي أوِّجه إلى جميع مؤمني التقاليد الدينيَّة التي تمثِّلونها، وإلى الذين يبحثون بقلب صادق عن الحقيقة، أوجِّه نداء قويًّا لنُصبح معًا صانعي سلام عبر التزام متبادل بالتفاهم والإحترام والمحبَّة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.