2005-04-22 16:11:03

كلمة قداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى الكرادلة: يتذكَّر بتأثر لقاءه الأول مع المؤمنين ويطلب دعم الكرادلة لإتمام رسالته في خدمة الكنيسة الجامعة


   التقى قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في قاعة الكليمينتينا بالقصر الرّسولي في الفاتيكان أصحاب النيافة أعضاء مجمع الكرادلة المقدّس، ووجّه لهم كلمة شكر في مستهلّها الرّب الإله الذي اختاره بالرغم من ضعفه البشري كخليفة للرّسول بطرس، وأسند إليه مهمّة رعاية وقيادة الكنيسة لتكون وسط العالم سرّ الوحدة لسائر الجنس البشري. ونوّه البابا بالصلوات الكثيرة التي ارتفعت في العالم أجمع من أجله، وعبّر عن تأثره الكبير بلقائه الأوّل مع المؤمنين مساء أمس الأول في ساحة القديس بطرس، ووجّه قداسته شكره العميق للأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والشباب والمسنّين لتضامنهم الروحي معه.

   ثمّ توجّه الحبر الأعظم بالشكر لإخوته الكرادلة وخصّ بالذكر أمين سرّ الدولة الكردينال أنجلو سودانو، والكردينال الكامرلينغ إدورادو مارتينس سومالو لما قدّمه من خدمة سخيّة للكنيسة في هذه المرحلة الدقيقة التي اجتازتها.

   وتوّجه البابا بندكتس السادس عشر بشكر شامل لجميع الكرادلة على انتخابه أسقفاً لروما وراعياً للكنيسة الجامعة، ووصفه بفعل ثقة يُشكّل له انطلاقة جريئة في تحمّل مسؤوليّاته بهدوء وسكينة مستنداً لعون الله وتعاونهم، وناشدهم عدم التخلّي عن دعمه بالرغم من محدوديّته وضعف مقدراته الإنسانيّة... فالمسألة ليست اعتزازاً وفخراً، أضاف البابا، إنما خدمة عليه القيام بها ببساطة وطواعيّة متشبّها بالمعلّم الإلهي الذي لم يأتِ إلى العالم ليُخدمَ بل ليَخدُم، وفي العشاء الأخيرة غسل أرجل التلاميذ وأمرهم بأن يفعلوا ذلك هم أيضاً...

   ثمّ تذكّر البابا في كلمته لمجمع الكرادلة أسلافه الراحلين ابتداءًا من الطوباوي يوحنّا الثالث والعشرين من ثمّ خادم الله بولس السادس مروراً بيوحنّا بولس الأوّل وصولاً إلى يوحنّا بولس الثّاني الذي شكّلت شهادته في الأيام الماضية عوناً له وحضوره لا يزال حيًّا في الكنيسة. فحدثُ موته المحزن، بعد فترة تجارب الألم التي عاشها، حمل طابعاً فصحياً على ما قاله هو نفسه في وصيته الأخيرة مكرّساً ذاته بكليّتها لقلب مريم الطاهر ولخلاص العالم...

   وختم البابا كلمته لمجمع الكرادلة بتسليم العذراء أمّ الله من رافقت بحضورها الصامت خطى الكنيسة الناشئة وقوّت إيمان الرّسل، كلَّ آمال وتطلّعات وهموم سائر الجماعة المسيحيّة. ودعا الجميع للسير تحت نظرها الوالدي بكل طواعيّة مصغين لنداء ابنها ربنا وإلهنا يسوع المسيح. ثم منح الجميع بركته الرّسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.