الكونكلاف: صناديق اقتراع جديدة لإنتخاب البابا

مع صدور الدستور الرسولي "راعي القطيع العام" للسعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، برزت ضرورة التوفيق بين صناديق الإقتراع القديمة (كؤوس الإقتراع) والقوانين الجديدة.  وكانت كؤوس الإقتراع تُستعمل حتَّى نشر هذا الدستور. وبالفعل كان ينبغي أن يُضاف إلى الكؤوس المنصوص عنها في القوانين السابقة، صندوق جديد لجمع أصوات الكرادلة ذوي الحقّ في الإقتراع والذين ولأسباب مرض ما أن يكونوا بعيدين عن الغرفة المخصَّصة ومجبرين بالتالي أن يكونوا حاضرين للإقتراع في كابلّلة السكستين.

وبدلاً من استعمال صندوق واحد غير موجود، تمَّ التفكير بإنشاء ثلاثة صناديق جديدة لأسباب تتعلَّق بتوجيه شكل نمط واحد ولسهولة المهمَّة على السواء. في الفصل الخامس من الدستور الرسولي "راعي القطيع العام"، جاء الحديث عن "صحن" حيث كان على كلِّ كردينال ورقته ومن ثمَّ وضعها في الوعاء. صناديق الإقتراع يُستعمل واحد منها لجمع أوراق اقتراع الكردالة الحاضرين في كابلّلة السكستين والصندوق الثالث لجمع أوراق التصويت بعد عدِّها وقبْل أن تُحرق.

صناديق الإقتراع الثلاثة مصنوعة من الفضَّة والبرونز المذهَّب، مرسوم عليها في الخارج صورة تمثِّل الراعي الصالح والقطيع وعصافير وعنب سنابل قمح. الراعي الصالح والقطيع يرتطبان بإنجيل يوحنا (21، 15) حيث يسوع يدعو بطرس كي "يرعى خرافه". أمَّا الرموز الأخرى الثلاثة: العصافير وعنقود العنب والسنابل، فإنَّها ترتبط بالعلاقة بين يسوع وبطرس وتُذكِّر بفسيفساء في بازيليك القدِّيس "أبّولينير" الجديدة في مدينة "رافينَّا" الإيطاليَّة حيث يوجد رمز السمكة بدل علامتَي الخبز والخمر الخاصَّتين بالعشاء السرِّي.

ويجدر لفت الإنتباه إلى أنَّ الصندوق الهادف إلى جمع أوراق اقتراع الكرادلة المنتخبين مع الخراف الثلاثة يبرز بالضبط فكرة الراعي الصالح. أمَّا الصحن الذي سيُستعمل لإدخال كل من أوراق الإقتراع إلى الصندوق الموحَّد فإنَّه يحمل رموز العصافير والعنب والسنابل.