البطريرك صفير يرأس قدّاس الكنائس الشرقية عن راحة نفس البابا في الفاتيكان

   ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار نصرالله بطرس صفير عصر أمس الخميس القداس الإلهي على المذبح الرئيسي في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، باسم جميع الكنائس الشرقية الكاثوليكية التي رفعت الصلاة مجتمعة من أجل راحة نفس البابا الراحل يوحنّا بولس الثّاني.

   بعد تلاوة الإنجيل المقدّس ألقى البطريرك صفير عظة باللغة الإيطاليّة انطلق فيها من آية إنجيل القدّيس لوقا التي يقول فيها المسيح لبطرس:"ثبّت إخوتكَ في الإيمان". وهي دعوة قبلها يوحنّا بولس الثّاني منذ بداية حبريّته متيقّناً أنها موجّهة إليه شخصياً، كخليفة لبطرس، فلم يوفّر مناسبة طوال سني حبريته من تطبيق أمر يسوع لهامة الرّسل مثبّتاً ليس فقط إخوته المتصلين به بالكهنوت والأسقفية في الكنيسة الكاثوليكيّة، بل بكل من يؤمنون بالمسيح حتّى وإن لم يكونوا على اتحاد غير كامل مع الكنيسة الكاثوليكيّة. كما كان يعتبر كلّ كائن بشري أخاً له في الإنسانيّة.

   وتوقّف البطريرك صفير في عظته عند اعتناء البابا الراحل بكلّ الكنيسة في الشرق وفي الغرب. فمع كنائس الشرق غير المتحدة بالكنيسة الكاثوليكيّة، لم يوفّر مناسبة لتوطيد العلاقات معها، وكان يعطي توجيهاته في بداية كلّ عام لإحياء أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحية... كما قام بسلسلة من الزيارات سمحت له باللقاء المنفتح والهادئ مع كلّ إخوته المسيحيّين.

   وتطرّق البطريرك صفير في كلمته إلى لقاءات البابا الراحل مع البطاركة الأرثوذكس وإلى الرسالة العامّة "ليكونوا واحداً" التي أصدرها في الخامس والعشرين من أيار مايو من عام 1995، وواجه فيها المشاكل التي تعترض الحوار المسكوني... كما ذكّر بإصداره مجموعة قوانين الكنائس الشرقية في عام 1990، واختياره في العام 2000 حبراً من أحبار هذه الكنائس لإدارة مجمع الكنائس الشرقية، وهو الكردينال موسى الأوّل داود. وعدّد الكردينال صفير الزيارات الراعويّة التي قام بها إلى بلدان الشرق، من لبنان، سوريا، البلقان، الهند، فلسطين وإسرائيل... وفي إرشاده الرسولي ما بعد السينودوس "رجاء جديد للبنان" كتب البابا:"تريد الكنيسة الكاثوليكيّة من خلال انفتاحها على الحوار والتعاون مع المسلمين في لبنان، أن تكون منفتحة أيضاً على الحوار والتعاون مع مسلمي البلدان العربيّة التي يشكّل لبنان جزءاً لا يتجزأ منها.