2005-04-11 13:23:00

مريم العذراء في أقوال يوحنّا بولس الثّاني


   إنّ مريم العذراء هي أمّ الكنيسة بالنّسبة ليوحنّا بولس الثّاني، وهي مثال كلّ مسيحي، والملجأ الأكيد الذي ينظر من خلاله الله إلينا ليخلّصنا. ابتهالات يوحنّا بولس الثاني لمريم أمّ الكنيسة طوال سني حبريّته لا تُحصى ولا تُعدّ. فهو لا يأخذها وحسب مثال حياته، بل سلّم ذاته بكليّته لها، وفي أوّل رسالة وجّهها إلى مدينة روما والعالم في السابع عشر من تشرين الأوّل أكتوبر عام 1978، وبعد يوم واحد من انتخابه حبراً أعظم قال يوحنّا بولس الثّاني:"في هذا الوقت الذي يجتاح كياني بالرهبة والهيبة، لا يسعني سوى اللجوء بقلبي وعقلي إلى العذراء مريم، التي تحي وتعمل على الدوام كأمّ في سرّ المسيح والكنيسة، مُكرّراً لها الكلمات الجميلة:"كلّي لكِ".

وهي عبارة حُفرت على شعاري الأسقفي منذ عشرين عاماً وطُبعت في قلبي لحظة سيامتي الأسقفيّة. وفي العام الألفَين، كرّست ذاتي والكنيسة جمعاء لحمايتها الوالديّة. وفي زيارتي الأخيرة إلى بولندا في آب أغسطس من عام 2002، وأثناء زيارتي للمعبد المريمي الذي توقّفت فيه للصلاة والتأمّل مراراً عديدة، توجّهت إلى مريم بالصلاة قائلاً:"أيتها الأمّ القديسة، استمدّي لي من الله قوّة الجسد والروح، كيما أتمّم حتّى النهاية الرسالة التي أسندها المسيح القائم من الموت على عاتقي".

   وفي عام 1987 في الخامس والعشرين من آذار مارس، عيد بشارة العذراء مريم، نشر قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني رسالته الرسوليّة "أمّ الفادي" حول الطوباويّة مريم العذراء في حياة الكنيسة. ويربط هذه الرسالة بتعاليم المجمع الفاتيكاني الثّاني التي تصف مريم بالوسيلة التي وهبها الله لمساعدة الإنسان على فهم سرّ المسيح وسرّ الكنيسة. كما تصف مريم بالرفيقة الدائمة والمختارة للكنيسة في مسيرة حجّها الأرضيّة نحو المسيح الرّب. وفي نهاية رسالة "أم الفادي" أعلن يوحنّا بولس الثّاني عن انطلاق السّنة المريميّة وبرّر ذلك بالرابط المميّز بين البشرية ومريم، وكان هدفه "التشجيع على قراءة جديدة ومتعمّقة بما كتبه المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني عن الطوباويّة مريم العذراء، أم الله في سرَّي المسيح والكنيسة.

   عام 1988 وفي ختام السّنة المريميّة أصدر قداسته رسالة رسوليّة تحمل عنوان:"كرامة المرأة" وتعالج دعوة المرأة في الكنيسة. قيّم الأب الأقدس دور المرأة وكرامتها في الكنيسة في ضوء قبول مريم العذراء ببشارة الملاك لها.

  وفي عام 2002 كانت له رسالة جديدة هي "ورديّة مريم العذراء"، رفع من خلالها الشكر لله على العطايا والمواهب التي نالتها الكنيسة طوال أيام حبريّته بشفاعة مريم من خلال صلاة السبحة الورديّة. فبتلاوة السبحة يصلي المؤمن ويناجي المسيح، واقترح على المؤمنين ذكر المسيح مع مريم، والتعرّف إلى المسيح من خلالها، والتشبّه بالمسيح مع مريم، والدعاء للمسيح والتبشير بإنجيله برفقة مريم.

واعتبر البابا السبحة الورديّة ملخّصاً للإنجيل، وبالإضافة إلى الأسرار الخمسة عشرة التي اقترحها تقليد الكنيسة لصلاة الورديّة، أضاف قداسته خمسة أسرار جدد هي "أسرار النّور" وأطلق بعدها سنة السبحة الورديّة داعياً جميع المسيحيّين لإحيائها والدعاء من خلالها من أجل السّلام والعائلة.








All the contents on this site are copyrighted ©.