2005-04-10 10:08:59

رسالة يوحنّا بولس الثاني الرسوليّة "ورديّة مريم العذراء": الورديّة هي صلاتي المفضّلة


في السادس والعشرين من تشرين الأوَّل أكتوبر من عام 2002 صدرت رسالة قداسة البابا يوحنَّا بولس الثاني الرسوليَّة "ورديَّة مريم العذراء"، وهي صلاة انتشرت تدريجيًّا خلال الألف الثاني بإلهام من روحِ الله، أحبَّها العديد من القدِّيسين وتشجِّعها السلطة الكنسيَّة، وتبقى ببساطتها وعمقها في الألف الثالث صلاة ذات معنى كبير، مُعدَّة لتحمل ثمار القداسة. تُقسم الرسالة إلى ثلاثة فصول: الأوَّل بعنوان: "التأمّل في المسيح مع مريم"، الثاني:"أسرار المسيح ـ أسرار أمِّه"،في ما يحمل الفصل الثالث عنوان:"الحياة لي هي المسيح...

قال قداسة البابا في رسالته الرسوليَّة "ورديَّة مريم العذراء": لقد رافقتني الورديَّة في أزمنة الفرح وفي أزمنة المحنة، وسلَّمتُها اهتمامات عديدة، وفيها وجدتُ المؤاساة. منذ أربع وعشرين سنة، أي في التاسع والعشرين من تشرين الأوَّل أكتوبر عام 1978، بعد أسبوعين تقريبًا من إنتخابي على كرسيّ بطرس، عبَّرتُ عمَّا في نفسي قائلاً:"إنَّ الورديَّةَ هي صلاتي المفضَّلة. إنَّها رائعة. رائعة في بساطة عمقها. يمكن القول إنَّ الورديَّة هي نوعًا ما، صلاة تشرح الفصل الأخير من الدستور"نور الأمم" للمجمع الفاتيكاني الثاني. الفصل الذي يتناول حضور أمِّ الله العجيب في سرِّ المسيح والكنيسة...

 في الواقع، في خلفيَّة "السَّلام عليك يا مريم" تمرّ الأحداث الأساسيَّة من حياة يسوع المسيح. وفيما نجمعها في أسرار الفرح والألم والمجد، يمكننا القول إنَّها تضعنا في شركة حياة مع يسوع من خلال قلب أمِّه. في الوقت نفسه، نستطيع أن نجمع في بيوت المسبحة جميع أحداث الحياة الفرديَّة أو العيليَّة، وحياة بلدنا، والكنيسة والبشريَّة، أي أحداثنا الشخصيَّة أو أحداث قريبنا. وهكذا تنساب صلاة الورديَّة البسيطة على وقع الحياة البشريَّة...

اليوم، وفي بدء السنة الخامسة والعشرين لخدمتي كخليفة بطرس، أودُّ أن أعاود الكرَّة. كم من نِعَمٍ حصلتُ عليها من العذراء مريم من خلالِ الورديَّة خلال هذه السنوات:تعظِّمُ نفسي الربّ! أودُّ أن أصعِّد فِعْل شكر نحو الربِّ مع عبارات أمِّه القدِّيسة، التي وضعتُ تحت كنف حمايتها خدمتي البطرسيَّة:كلِّي لكِ!...

ولحاقًا للفكرة التي اقترحتها في الرسالة الرسوليَّة، نحو ألف جديد، والتي دعوتُ فيها بعد الإختبار اليوبيلي شعب الله كي يُعاود وينطلق من المسيح، شعرتُ بضرورة تطوير الفكرة حول الورديَّة، كتتويج مريميٍّ لتلك الرسالة الرسوليَّة، لأحثَّ على تأمُّل وجه المسيح برفقة أمِّه القدِّيسة وفي مدرستها. تلاوة الورديَّة ليست في الواقع، شيئًا آخر غير التأمُّل مع مريم في وجه المسيح...

والورديَّة يقول قداسة البابا هي صلاة موجَّهة بطبيعتها نحو السَّلام، لمجرَّد أنَّها تأمُّل في المسيح، أمير السَّلام وسلامنا. من يستوعب سرَّ المسيح، والورديَّة تهدف بالتحديد إلى ذلك، يتعلَّم سرَّ السَّلام ويجعل منه مشروع حياة.الورديَّةُ صلاةٌ من أجل السَّلام وهي أيضًا، منذ البدء، صلاة الأسرة ومن أجل الأسرة. فالأسر التي تتَّحد في الصَّلاة تبقى موحَّدة، فالورديَّة المقدَّسة، وفق تقليد قديم، هي، بنوع خاص، الصلاة التي تلتقي فيها الأُسر.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.