العالم ينتظر جنازة البابا في ما الاهتمام منصب على البابا الجديد

العالم ينتظر جنازة البابا في ما الاهتمام منصب على البابا الجديد

وسط أنهار من البشر والاختناق الذي تشهده مدينة روما والفاتيكان بسبب تهافت ما يقارب مليوني شخص ينتظر العالم مصليا جنازة البابا يوحنا بولس الثاني في ما الاهتمام منصب على البابا الجديد. الأفارقة من جميع الطوائف الدينية يريدون حبرا أعظم يستأنف الدرب الذي رسمه البابا البولندي في سعيه إلى مكافحة الفقر ويكون المدافع عن السلام أكان أسود اللون أم لا. قال رئيس أساقفة ليبرفيل بازيل ميفي: نريد بابا يقظا حيال أفريقيا ومشاكلها والتحديات المطروحة أمامها يعتمد لغة قوية، على مثال يوحنا بولس الثاني، لمساعدة أفريقيا على النهوض ومواجهة المستقبل بأعين الرجاء. عبر المطران بازيل ميفي عن مشاعر المؤسسات الدينية الأفريقية ومؤمني الكنيسة في أفريقيا التي مزقتها الحروب وحيث 320 مليونا من أصل 830 من سكانها يعيشون بأقل من دولار في اليوم حسب تقارير الأمم المتحدة.

 

قال كاثوليكي من لاغوس: نريد بابا في خدمة الشعوب يعمل على إنماء العدالة الاجتماعية والمساواة واستئصال جذور الفقر. وتمنت كاثوليكية من سيرا ليون في التسعين من عمرها أن تقوم الكنيسة التي غالبا ما دخلت في مواجهة مع بعض السياسات بالتنديد بالأنظمة القمعية سيما في أفريقيا.  معظم الأفارقة المسيحيين يؤيدون تعاليم البابا الراحل في ما يتعلق بالعائلة ويأملون بأن يكون خليفته أبا روحيا لهم. بالمقابل ترى جهات تقدمية في أفريقيا شأن ناتان غيفين الناطق بلسان اللوبي في أفريقيا الجنوبية أن البابا الجديد مدعو إلى اعتماد الليونة في مواجهة مسألة وسائل منع الحمل سيما وأن أفريقيا تَعد ما يقارب ثلثي مرضى الإيدز في العالم. راعي الكنيسة الميتوديستية في سيرا ليون مايكل صامويل ينتظر من البابا الجديد مواقف جديدة حيال سيامة النساء الكهنوتية.

 

مع ذلك فإن معظم الأفارقة الكاثوليك يتكلون على إرادة الله في انتخاب البابا الجديد ويتساءلون عما إذا كان الحبر الأعظم الجديد، أفريقيا كان أم لا، قادرا على التحلي بالموهبة التي ميزت كارول فويتيوا وإبداء نفس الالتزام تجاه الكنيسة. وفي البلدان حيث أكثرية السكان مسلمون مثل موريتانيا يرى المسؤولون السياسيون أن أفريقيا تستحق بابا أفريقيا. في غينيا بيساو حيث المسيحيون يمثلون 5% من عدد السكان يأمل الشيخ الحج آلاسو فاطي نائب رئيس المجلس الإسلامي بحبر أعظم يكون يقظا للمساكنة بين المسلمين والمسيحيين في ما يأمل آخرون بحبر أعظم من أمريكا اللاتينية أو آسيا حيث الأوضاع الاجتماعية مماثلة لأفريقيا. قالت مسؤولة عن رابطة النساء في كينشاسا: على الرغم من أننا نداعب حلم بابا أفريقي فإن المؤمنين لا يقعون في فخ الأوهام إذ إن إيطاليا، التي فقدت كرسي بطرس منذ 26 عاما ستحاول استعادته. لكن المهم ليست الجنسية، على حد قول شاب من كوت ديفوار، فما نريده بابا يحب الأفارقة.

 

عودة إلى ساحة القديس بطرس هناك بين أرتال المؤمنين الذين ينتظرون منذ ساعات طويلة إلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا فريق حمل لافتة كتبت عليها العبارة التالية: لقد ذهبتَ على دروب العالم كله وهاهو العالم الآن يأتي إليك. رومانيا الأرثوذكسية قررت حدادا يوم الجمعة بمناسبة جنازة البابا يوحنا بولس الثاني. البرلمان البولندي أحي اليوم ذكرى الراحل العظيم في قداس أقيم في الساحة الرئيسية في العاصمة وارسو بحضور أكثر من نصف مليون شخص ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب. إذاعة خاصة في وارسو دعت البولنديين إلى إضاءة الشموع عند الساعة التاسعة والدقيقة السابعة والثلاثين من مساء الخميس، ساعة وفاة البابا، في المنازل والشوارع والساحات.  المجلس الأعلى للقضاء في إيطاليا كرَّم البابا فويتيوا في بداية جلسته الصباحية. وقال نائب رئيس المجلس إن الأمة الإيطالية في حداد على البابا يوحنا بولس الثاني الذي وسم طوال ربع قرن ونيف تاريخ المسيحية والكنيسة الكاثوليكية.

 

تعليقا على ما يحصل في هذه الساعات في روما والفاتيكان قال البعض إنه أكبر تجمع شعبي عرفته الإنسانية. في نهاية الحرب العالمية الثانية نزل إلى شوارع نيويورك مليونا شخص؛ عودة الخميني إلى إيران من منفاه استقطبت أكثر من مليون شخص؛ المظاهرات من أجل السلام في روما حشدت مليون أو مليوني شخص؛ تطويب الأب بيو جر أكثر من نصف مليون شخص؛ أكثر من خمسة ملايين شخص من مختلف أنحاء العالم باشروا بالتوجه إلى روما لتكريم رجل دخل التاريخ وبخاصة قلوب البشر. ولكن لماذا؟ بدافع المحبة التي تغذي قلوبهم والإيمان والرجاء وعرفان الجميل وربما بدافع الفضولية! يحصل كل هذا بدون التفكير بالمستقبل في ما الكرادلة يهرعون في عبور ساحة القديس بطرس بعد اجتماعهم اليومي تعلو شفاهم الابتسامة لكنهم صامتون وفقا للدستور الرسولي الذي يفرض عليهم الصمت الكامل حول كل ما يتعلق بانتخاب البابا.