2005-04-02 14:45:03

تعبئة إعلامية عالمية أمام احتضار البابا


يتابع العالم بأسره وبقلق بالغ احتضار البابا يوحنا بولس الثاني. تعبئة عامة لوسائل الإعلام العالمي: من الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية إلى الإنترنت مرورا بتعليقات المؤمنين وغير المؤمنين الذين عرفوا في هذا البابا الرجل القوي الذي قاوم الآلام مرات كثيرة. العيون شاخصة نحو غرفة البابا تترقب ... صحيفة النيويورك تايمز نقلت قول أحد المقربين من الحبر الأعظم: لقد فتح المسيح الباب أمام البابا. الواشنطن بوست تساءلت عن خلافة يوحنا بولس الثاني في ما أبرزت صحيفة هاآرتز الإسرائيلية آلام هذا البابا المتمسك بالحياة ونقلت قول حاخام بولندا: لقد نجح يوحنا بولس الثاني في تعزيز الحوار والمصالحة بين الشعوب. موقع الفاينانشيال تايمز على الإنترنت تساءل حول مستقبل الكنيسة الكاثوليكية والتحديات التي تنتظر الكرادلة في انتخاب خلف لهذا البابا العظيم.

 

وفي ما تصاعدت الصلوات من أجل البابا في بلدان عديدة في العالم، نذكر منها بشكل خاص السودان ومصر والنيبال، تحدثت قناة الجزيرة عن لقاء البابا مع عرفات وقالت إن الفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، يصلون من أجل البابا. ولقد نظمت حركة "حماس" لقاء صلاة مساء الجمعة على هذه النية في ما يزداد أو يخف قلق العالم حسب تأرجح حالة البابا الصحية. قناة العربية أجرت مقابلة، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، مع فتاة مسلمة محجبة قالت إنها صلت من أجل البابا وإنها تحبه جدا لأنه وقف دائما إلى جانب الفلسطينيين وطالب بسلام عادل وشامل في الشرق الأوسط. الصحف اللبنانية كرست قسطا وافرا من صفحاتها لاحتضار يوحنا بولس الثاني وتحدثت في تعليقات عديدة عن البابا صديق لبنان ...  عن بابا التبدل الذي استطاع بموهبته وحيويته وعزمه تغيير العالم في القرن العشرين. كان أكثر من بابا في شخص واحد. صحيفة السفير نشرت العنوان التالي:"العالم يترقب. مسيحيون ومسلمون متحدون عبر الألم".    

 

صحيفة ليبيراسيون الفرنسية تحدثت عن عالم يصلي وبابا يحتضر وكرست شطرا كبيرا من تعليقاتها لمسألة الخلافة ونشرت صورة كارولينا ابنة أمير موناكو رانييري الذي يحتضر هو أيضا وهي تصلي من أجل البابا ووالدها. لوفيغارو أبرزت التأثر الذي سيطر على العالم كله وتطرقت إلى الخطوات التي تنتظر الكرادلة لانتخاب خلف لهذا البابا العظيم. وفي ما أكد الإعلام الروسي دور يوحنا بولس الثاني في إسقاط الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية ظهر، لأول مرة في تاريخ البلاد، الكردينال أورتيغا رئيس أساقفة هافانا على شاشات تلفزيون الدولة ليدعو إلى الصلاة من أجل البابا. رئيس الجمهورية الإيطالية شامبي سطر الصداقة الشخصية مع يوحنا بولس الثاني وقال: كنت أطلب نصائحه في اللحظات الصعبة. وكان لي خير دليل. أما عمدة روما فيلتروني فقال من جهته إن البابا مثال لغير المؤمنين أيضا. يكفي التفكير بزيارته إلى الكنيس اليهودي بروما وحجه إلى القدس واعتباره المسلمين أخوة له. وقال عن الحرب إنها مغامرة بدون عودة.

 

في خضم التساؤلات المطروحة حول خلافة البابا يوحنا بولس الثاني أشار الكردينال البرازيلي هومس إلى التحديات الثلاثة أمام خليفة يوحنا بولس الثاني: مواجهة التقدم البيولوجي، معالجة تنامي الفقر ومواصلة الحوار مع الديانات الأخرى. لاهوتي الكنيسة الإنجيلية باولو ريكا قال إنها حبرية عظيمة فتحت على الصعيد المسكوني تطلعات كبيرة حتى ولو لم يتغير شيء في المسائل الرئيسة بشأن العلاقات مع البروتستانت. أضاف اللاهوتي أن يوحنا بولس الثاني سينضم إلى قائمة البابوات الأعظمين في الكنيسة الكاثوليكية لأن البابوية في عهده أضحت أكثر كاثوليكية وجامعية دون أن تفقد طابعها الروماني.

 

الإعلام الإيطالي عبر عن تعاطفه مع البابا المحتضر. إليكم بعض عناوين الصحف الإيطالية:"الوداع الأخير للبابا المحتضر"؛ "الرجل الذي تحدى التاريخ"؛ "موت علني كموت المسيح على الصليب"؛ "الرحلة الأخيرة بعد الرحلة الأربعة ما بعد المائة خارج الأراضي الإيطالية". الصحف الرياضية أيضا انضمت إلى سواها من وسائل الإعلام المكتوبة فنشرت إحداها العنوان التالي:"يتركنا ببطء"، وأخرى "عالم الرياضة يتوقف ليكرم البابا فويتيوا". أما صحيفة "لو ماتين" الصادرة باللغة الفرنسية في المغرب فسطرت جهود يوحنا بولس الثاني في مجال إنماء الحوار بين الديانتين المسيحية والإسلام ونشرت العنوان التالي:"المعركة الأخيرة ليوحنا بولس الثاني".

 

رئيس الجالية الإسلامية في فرنسا أشاد بالبعد الخارق العادة لخادم الله فويتيوا الذي استقطب تعاطف المسلمين. أما رئيس الحكومة الأسترالية فحي البابا يوحنا بولس الثاني كزعيم ديني عظيم ومحارب من أجل الحرية. الصحافة الجزائرية أبرزت جهود الحبر الأعظم من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط. صحيفة الوطن قصت في صفحتين مراحل مرض البابا فويتيوا والاستعدادات لخلافته. في غضون ذلك تتأهب العاصمة الإيطالية لاستضافة وفود المؤمنين والمصلين الذين بدأوا بالتهافت تعبيرا عن تضامنهم مع يوحنا بولس الثاني. فقد عرض عمدة روما سلسلة من الإجراءات لمواجهة تدفق الزوار والحجاج من بينها تسهيل حركة السير في الشوارع وتكثيف دوريات قوى الأمن ونصب مراكز صحية متنقلة في الأزقة القريبة من ساحة القديس بطرس.  

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.