2005-03-30 16:19:46

قرية عمّاوس رمز كلّ جماعة مسيحيّة


   منذ إصداره رسالته الرّسولية "ابق معنا يا رب" والتي أعلن فيها عن السنة القربانيّة، لا يتوانى يوحنّا بولس الثّاني من تذكير المؤمنين بأهميّة هذا السرّ المحوري في حياة الكنيسة، وكان آخرها رسالته الفصحية إلى مدينة روما والعالم حيث كرّر في بداية كلّ مقطع من الرسالة عبارة تلميذَي عمّاوس ليسوع:"ابق معنا يا رب". لم يحدّد علماء الآثار الدينية مكان قرية عمّاوس بعد، ولكنّ هذه القرية هي بشكل من الأشكال كلّ قرية في الكرة الأرضية حيث تقام الذبيحة الإلهية في قلب الكنيسة والجماعة المسيحيّة.

   لم يعرف تلميذا عمّاوس يسوع إلاّ عند كسر الخبر، وفي ذلك عبرة بأن سرّ القيامة لا يُمكن إدراك قوتّه التي تغيّر التاريخ والأشخاص، إلاّ بعين الإيمان. لا يكفي أن نكون مع يسوع نسمع صوته ونرى وجهه دون أن نؤمن بقيامته من بين الأموات وبإقامته بيننا إلى دهر الدهور من خلال حضوره التام والدائم في سرّ القربان المقدّس.

   اختبار العيش مع يسوع اليوم مخالف لاختبار الكنيسة الأولى، فنحن لا نرى وجهه للتعرّف إليه، إنما نعرفه فقط من خلال كسر الخبز، من خلال حقيقة مغايرة ولكن مطابقة تماماً لحضوره الحسي والجسدي وسط الجماعة المؤمنة الذي يضرم نار المحبّة في قلوب من يأكلون جسده ويشربون دمه عربون الحياة الأبديّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.