2005-03-27 12:35:48

رسالة قداسة البابا الفصحيَّة إلى مدينة روما والعالم

إبق معنا، يا كلمة الله الحي، علِّمنا كلمات ومبادرات سلام: سلام للأرض التي كرَّسْتها بدمك وأفعمتْها دماء الكثير من الضحايا البريئة؛سلام لبلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تسيل دماء كثيرة


صباح أحد القيامة، تحوَّلت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان إلى لوحة زيتيَّة، امتزجت فيها ألوان آلاف الزهور التي غطَّت رتاج البازيليك الفاتيكانيَّة مع ترانيم المؤمنين القادمين من كافَّة أقطار العالم ليمجدِّوا الربَّ في عيد قيامته من بين الأموات وانتصاره على الظلمة والخطيئة. ولكنّ المفارقة هذا العام أنّ قداسة البابا يوحنَّا بولس الثاني لم يترأس القداس الإلهي، وللمرّة الأولى، منذ اعتلائه السدّة البطرسية وقد احتفل به باسم الأب الأقدس الكردينال أنجلو سودانو أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان. وفي نهاية الذبيحة الإلهيَّة، قرأ نيافته، رسالة البابا الفصحيَّة إلى مدينة روما والعالم. وبعد ذلك أطلَّ قداسته من وراء نافذة مكتبه ليمنح مدينة روما والعالم بركته الفصحيّة.

استهلَّ الحبر الأعظم رسالته يقول:

1. "إبقَ معنا، يا رب"

بهذه الكلمات دعا اثنان من تلاميذ عماوس السيدَ الرب إلى البقاء معهما في ما أوشك على الغروب أوَّلُ يومٍ بعد السبت الذي حصل فيه ما لا يُصدَّق. لقد قام المسيح حسب الوعد؛ لكنهما لم يكونا بعدُ على علم. وكان أنْ أدفأتْ قلبَهما كلماتُ يسوع في ما كان يحدثهما في الطريق. ولهذا قالا له:"إبقَ معنا". وفيما كان مُتَّكِئاً معهما انفتحت عيناهُما وعَرَفاه من كسرِ الخبز. وبقيت في قلبهما عذوبةُ كلمات يسوع.

 

2. أيها الأخوة والأخوات الأعزاء،

فلتَكنْ كلمةُ وخبزُ الإفخارستيا، سرُّ وعطيةُ الفصح،

إلى الأبد ذكرى آلام وموت المسيح وقيامته!

ونحن أيضاً نُكرر، في فصح القيامة،

مع جميع المسيحيين في العالم:

يسوع، المصلوب والقائم من الموت، إبقَ معنا!

إبقَ معنا، يا صديقَ الإنسانية السائرة على درب الزمن وسندَها الأكيد!

أنتَ، كلمةُ الله الحي،

إِبعثِ الثقةَ والرجاءَ

في قلوب الساعين لمعرفة المعنى الحقيقي لوجودهم. 

أنتَ، خبزُ الحياة الأبدية، 

يا مَنْ تُغذي الإنسانَ المتعطش إلى الحقيقة والحرية والعدالة والسلام.

 

3. إبقَ معنا، يا كلمةَ الله الحي،

علِّمنا كلماتِ ومبادراتِ سلامٍ:

سلامٌ للأرض التي كرَّسْتها بدمِكَ

وأفعَمَتْها دماءُ الكثيرِ من الضحايا البريئة؛

سلامٌ لبلدان الشرق الأوسط وأفريقيا،

حيث تَسيل دماءٌ كثيرة؛

سلامٌ للإنسانية بأسرها، التي يُحدق بها دائماً

خطرُ حروبٍ أخوية.

إبقَ معنا، يا خبزَ حياةٍ أبدية،

يا مَنْ كَسَرْتَ الخبزَ وناوَلْتَه:

أعطِنا قوةَ تضامنٍ سخيٍ

مع جميع المتألمين والذين يموتون بسبب البؤس والجوع،

أو ضحيةِ الأوبئة المُميتة والكوارثِ الطبيعية.

وليكونوا، هم أيضاً، بقوةِ قيامتِكَ، مشاركين في حياةٍ جديدة.

 

4. نحن أيضاً، رجالُ ونساءُ الألفية الثالثة،

نحتاج إليكَ، أيها الربُّ القائمُ من الموت!

إبقَ معنا، الآنَ وحتى منتهى الدهر،

كي لا يُشوِّه رُقيُّ الشعوب المادي القيمَ الروحية

التي هي روحُ حضارتِها.

كنْ سنداً لنا في مسيرتِنا.

لأننا نؤمن بكَ، ورجاؤنا فيكَ،

لأنَّ كلامَ حياةِ الأبدِ عندَكَ.

"إبقَ معنا، يا رب"

فصحٌ مجيدٌ للجميع!

 

 

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.