2005-03-26 16:24:59

سبت النور


كان يوم التهيئة فلئلا تبقى الأجساد على الصليب في السبت، لأنَّ يوم ذلك السبت كان عظيمًا، سأل اليهود بيلاطس أن تُكسر سوقهم ويذهب بهم. فجاء الجند وكسروا ساقَي الأوَّل والآخر الذي صُلب معه. وأمَّا يسوع فلمَّا انتهوا إليه ورأوه قد مات لم يكسروا ساقَيه. لكنَّ واحدًا من الجند فتح جنبه بحربة فخرج للوقت دم وماء... ثمَّ إنَّ يوسف الذي من الرامة... قد جاء وأخذ جسد يسوع. وجاء أيضًا نيقوديموس الذي كان قد جاء إلى يسوع ليلاً من قبل ومعه حنوط من مرّ... فأخذا جسد يسوع ولفَّاه في لفائف من كتَّان مع الأطياب على حسب عادة اليهود في دفنهم. وكان في الموضع الذي صُلب فيه وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه أحد بعد. فوضعا يسوع هناك لأجل تهيئة اليهود لأنَّ القبر كان قريبًا." (يوحنا 19 – 31 ، 42)RealAudioMP3

 

فغر الموت فاه مبتهجًا لإبتلاع ربِّ الكون، قاده جهله وظلمة أفكاره ليخال نفسه قادرًا على وضع حدٍّ للإله كغيرة من سائر المخلوقات. تجبَّر الجبابرة إلاَّ على الموت، تصلَّب العُصاة ولكنَّ الموت غلبهم، تشامخ الملوك لكنَّ الموت ذلَّهم في قعر جحيمه، أزهر الشباب فأيبسه بنار يأسه، تألَّق الجمال فجعله يشيخ بحسرة وتأوّه. وظنَّ أخيرًا أنَّه وصل إلى مبتغاه، فتح مصراعيه للإله وقال في ذاته، لنقض عليه ونقوّض ملكه، ها هو آت إلينا أعزل لا يحمل سوى مساميره وجراحِه وصليبِه. فتحت الأبواب الدهريَّة، ودخل ملك المجد، ووقع الموت في الشراك التي نصبها للمسيح، وبدل أن يقضي عليه، قضى المسيح على ملكه وسلطانه، فصاح الموت ليتني لم أفتح أبوابي.

دخل الإله وراح يصدِّع سكون الرّعب ويحوِّل أنين الحزن والبكاء إلى صرخات تهليل وابتهاج. لقد طال انتظارنا، صاحت نفوس الآباء والأنبياء والصدِّقين والشهداء: يا وعد الوعود كسِّر قيودنا، يا شهوة الأمل التي لم تشته سواها نفوسنا، المُلك ملكك، والأمر أمرك، حرِّر وارفع وارحم وسامح، وأقمنا معك آن القيامة.

إنَّه المسيح، إنَّه الإله الذي لا ينعس ولا ينام، لم يرقد ولم يسكن في قبره، إنَّما خاض أقوى وأشرس معركة وجوديَّة في الكون. نزل إلى الجحيم وحرَّر المسبيين من عبوديَّة الخطيئة.

كشِّح نعاس الموت عن عيون أحبَّاء راقدين، وأيقظهم من سباتهم العميق، حرِّرهم وارفعهم معك عند خروجك من مملكة الموت المحطَّمة، أنتَ الحيّ والمبارك القائم من بين الأموات، لك المجد إلى الأبد.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.