2005-03-26 16:25:07

بطريرك القدس للاتين ميشال صبّاح يوجِّه رسالة الفصح لعام 2005

"في سلام القدس، سوف تجد المنطقة كلُّها سلامها"


وجَّه بطريرك القدس للاتين ميشال صبَّاح رسالة الفصح لعام 2005 كتب فيها يقول إنَّ رسالة الفصح هي رسالة قيامة مجيدة وحياة جديدة للمجتمع، وقبل كلِّ شيء في حياتنا الرعويَّة، التي نحاول فيها أن نتابع العمل الذي بدأناه عبر ميسرة سينودوس الكنائس الكاثوليكيَّة في الأرض المقدَّسة. إنَّ كلمة الله وبشرى القيامة، بما فيها من بهجة وأمل هي ملك للجميع. ولا يمكن أن نوقفها عند حدود رعيَّتنا. هي خير عام وملك للمجتمع كلِّه. ومن واجب من يحمل النبأ السار أن يعرف كيف يشرك غيره في فرحه، مع احترامه في الوقت نفسه لخصوصيَّات كلّ هويَّة وكل الإختلافات الإجتماعيَّة والدينيَّة.

وأضاف غبطته يقول:"عيد القيامة المجيدة يذكِّر الجميع بأنَّنا بحاجة إلى قيامة لحياة جديدة. جميع العلاقات بين الجماعات والديانات المختلفة بحاجة إلى حياة جديدة ومن ثمّ لتربية جديدة مؤسَّسة على الإنفتاح على الآخروالإحترام والمتبادل. وأمَّا المسيحي فعليه أن يعلم أنَّ الصليب هو طريق القيامة. فحياته إذًا مثل حياة كلِّ إنسان هي جهاد مستمرّ في سبيل تحقيق الخير، وفي سبيل تعاون بنَّاء مع جميع الإخوة الأخوات في الجماعات الدينيَّة والديانات المختلفة.

وتابع بطريرك القدس للاتين رسالة الفصح قائلاً:"يسود هذه الأيام هدوء يحيط به الحذر والمخاوف الكثيرة. ظهرت إرادة واضح لتحقيق السَّلام أقلَّه من الطرف الفلسطيني. ولكنَّ الصعوبات جمَّة في وجه هذه الإرادة: وهي من الجهة الإسرائيليَّة المجاهرة بتوسيع المستوطنات بدل تقليصها أو إزالتها، ومتابعة بناء السور واستمرار الحصار على المدن الفلسطينيَّة التي أصبحت مدنًا سجونًا، كما أنَّ قضيَّة المساجين السياسيين ما زالت ترواح مكانها. هذا بالإضافة إلى القضايا الرئيسة الواجب حلّها للتوصل إلى الحلِّ النهائي.

وهناك من الناحية الفلسطينيَّة قال البطريرك صباح أصوات معارضة قد تهدَّد القرار المُتّخذ بالمطالبة بالحقوق كاملة من غير اللجوء إلى العنف... ومع ذلك فإنَّ الإرادة الواضحة والصريحة في السَّلام يحب أن تجد دعمًا وتأييدًا. فإنْ حقَّ إسرائيل أن تجعل من أمنها أولويَّة، فإنَّ أمن الفلسطينيين أيضًا وإنشاء الدولة المستقلَّة هو أيضًا أولويَّة. وكلا الأمرين مترابطان. ولا يمكن تحقيق أحدهما بدون الآخر.

لأنَّ الحريَّة متساوية للجميع، للقوي كما للضعيف. لا يجوز أن يدَّعي فقط لأنَّه قوي، أن يزيل الضعيف من وجهه أو أنْ يفرض عليه خضوعًا مناقضًا لكرامة الأفراد والشعوب. يمكن للقوَّة أن تفرض حلولاً ولكن كرامة الإنسان تنتقم وتبقى تهديدًا لأمن القوي. حان القوت أن يقتنع الجميع أنَّه لا يمكن لطرف أن يعيش على حساب طرف آخر.

ومن جهة أخرى، ختم بطريرك القدس للاتين رسالته لفصح عام 2005 يقول:من العبث محاولة إقرار السَّلام في المنطقة قبل إقراره في قلب المنطقة والصراع أيّ في العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فإنَّ صُنع السَّلام مع الجيران لن يزيد الصراع إلاَّ احتدامًا في الأرض المقدَّسة. الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو الذي يجب أن يوجد له حلّ أوَّلاً. وفي سلام القدس، سوف تجد المنطقة كلُّها سلامها.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.