2005-03-23 15:57:23

الذكرى السنويَّة العاشرة لرسالة قداسة البابا العامَّة "إنجيل الحياة" في قيمة الحياة البشريَّة وحصانتها


لعشر سنوات خلت، وتحديدًا في الخامس والعشرين من آذار مارس من عام 1995، وقَّع قداسة البابا يوحنا بولس الثاني رسالته العامَّة "إنجيل الحياة" في قيمة الحياة البشريَّة وحصانتها. يتحدَّث الحبر الأعظم عن الصراع بين ثقافة الحياة وثقافة الموت ويقول إنَّ إنجيل الحياة هو في صميم الدَّعوة التي نادى بها يسوع، وتتلقَّاه الكنيسة كلَّ يوم بحبٍّ لتذيعه بجرأة وأمانة، بشرى جديدة، لجميع الناس من كلِّ عصر وثقافة.

ويضيف الأب الأقدس:"أنَّ تجربة الموت الرحيم هي تجربة التحكّم بالموت وإحداثه قبل الأوان، فيضع الإنسان هكذا حدًّا لحياته أو لحياة الغير. ونحن هنا أمام مظهر من أرهب مظاهر "حضارة الموت" التي تتوغَّل خصوصًا في المجتمعات المترَفة المطبوعة بطابع الذهنيَّة المنفعيَّة. فالقتل الرحيم بمعناه الحصري هو كلُّ عمل أو كلُّ إهمال يؤدِّي إلى الموت،بذاته أو بالنيَّة، بهدف إلغاء كلّ ألم.

ويؤكِّد قداسة البابا:" أنَّ الموت الرحيم هو انتهاك خطير لشريعة الله. وهو أيضًا ضرب من الشفقة الزائفة. فالرحمة الحقيقيَّة تقوم على التضامن مع عذاب الغير. ويعظم شرُّ هذه الفعلة بمقدار ما تصدر عمَّن يُفترض فيهم، كأفراد الأسرة، أن يُسعفوا قريبهم بصبر ومحبَّة، أو عمَّن هم بحكم وظيفتهم، كالأطبَّاء، ملزمون بمعالجة المريض حتى في الظروف الصعبة التي يشرف فيها على نهاية حياته. ويكون اللجوء إلى الموت الرحيم أشدَّ خطورة عندما يمارسه آخرون في حقِّ إنسان لم يطلب منهم ذلك البتَّة، ولم يوافق قط عليه."

وهكذا، يُشير البابا في رسالته:"تمسي حياة الضعيف بين يدي القوي، ويفقد المجتمع معنى العدالة. وهذا الطريق ليس طريق المحبَّة والشفقة الحقيقيَّة الذي تتلمَّسه طبيعتنا البشريَّة المشتركة والذي ينيره إيماننا بالمسيح الفادي الذي مات وقام، بأنوار جديدة. إنَّ ما يصعد من قلب الإنسان في مواجهته الأخيرة للعذاب والموت، وخصوصًا عندما ينطوي على ذاته في اليأس، إنَّما هو أولاً التماس من يرافقه ويؤازره ويسعفه في محنته."

ويقول قداسة البابا في رسالته العامَّة "إنجيل الحياة": يقين الخلود المرتقب ورجاء القيامة الموعودة يلقيان في سرِّ العذاب والموت ضوءًا جديدًا، ويضعان في قلب المؤمن قوَّة خارقة تمكّنه من الإستسلام لإرادة الله. ويصبح العذاب خيرًا إذا احتملناه عن حبٍّ وبحبٍّ، مشاركةً في عذاب المسيح المصلوب نفسه، وذلك بعطيَّة من الله واختيار شخصيٍّ حر. هكذا من يحتمل عذابه في الربّ يزيد تشبهًا به ويشترك اشتراكًا حميمًا في عمله الفدائي في سبيل الكنيسة والبشريَّة."

 








All the contents on this site are copyrighted ©.