2005-03-22 16:55:22

تأمّلات أسبوع الآلام: مسيرة الروح على دروب الجلجلة


   نسير معك ودرب آلامك طويل، تعبنا ولم تتعب، نسير معك وهم يقودونك كحمل وديع إلى الذّبح، نحن نصرخ من الألم وأنت صامت، ينهرونك بكلام السوء، نغضب نحن وأنت تبارك، يفترون عليك بكلام الزور، نأبى نحن وندافع ونصارع، وأنت ساكن كسكون الريح في ربيع نيسان تقول لنا:"من أخذ بالسّيف بالسّيف يؤخذ" و "من صبر إلى المنتهى يخلص".

   فقراء نحن بعواطف روحنا، تهزّنا ريح الشّمال شمالا وريح الجنوب جنوباً، وأنت واقف بصلابة وجسمك أنحله العذاب، يسألك رئيس الكهنة عن هويتك فتنجلي أمام عينيه بنوّتك السامية لله، يأبى الاعتراف بها ويشقّ ثوبه متلفّظاً نبوءته الشهيرة:"ليمت واحداً عن الشّعب، خيراً من أن يهلك الشعب كله".

   نيسر معك، نشاهد ونتأمّل، فهل نسير مثلك ونتحمّل الألم والعذاب؟ كيف نجيب، وكلّ واحد منّا بطرس الرسول، يُنكرك ساعة الحقّ ثلاثاً لا بل ثلاثين مرّة خوفاً من قضاء الشر ومن تُهم وافتراءات مساكين الخطيئة. ضعف بطرس أمام امرأة كما ضعف آدم الأوّل أمام حواء، ولكن نظرة واحدة من يسوع حرّرت أحبّ الرسل إلى قلبه من براثن الهلاك ودفعته للخروج من دائرة الإثم والخطيئة والنّميمة والهروب إلى البعيد حيث اختلى بوحدته وبتأنيب ضميره فبكى ورافقه بكاء التوبة حتّى استشهاده معلّقاً على الصّليب كمعلّمه.

   كلّ واحد منّا بحاجة للهروب من صخب المجتمع وسمومه، واللجوء إلى صحراء ذاته يبكي خطيئته علّه يلتقي يسوع كما بطرس فيسأله المعلّم أتحبّني. نعم لأنّ هامة الرّسل أحبّ يسوع ظفر بنعمة الغفران، وكذلك نحن إن لم نُحبب يسوع لا خلاص لنا. وأن أُحبّ يسوع يعني ألاّ أستحي به أمام النّاس، أن أحبّه يعني أن أتحمّل الشّتم والإهانات، أن أحبّه يعني أن أتالّم وأموت معه. آمين.RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.