تأمّلات أسبوع الآلام: مسيرة الروح على دروب الجلجلة

   في بداية أسبوع آلامك المحيية أيّها السيّد، نسير إلى جنبك لنسمع أسمى تعاليمك لنا ونتعلّم منك المحبّة حتّى بذل الذّات. ها نحن نسير معك متعثّرين مُقلين بهموم الدنيا ورواس الخطيئة، نسير ونسمعك تقول لنا، ثابروا ولا تقنطوا، تمثّلوا بي. ها قد تركني أقرب المقرّبين إليّ، وأدمى الحزن نفسي لنكران الجميل، أسلمتني يد رسولي، بدّد الخوف نفوس تلاميذي، بقيت وحدي وما من معين. كأسي مرّة ولا بدّ من شربها، نفسي كئيبة والموت عزاؤها، روحي مخذولة أصرخ فما من مجيب. شمتَ بيَ أعدائي وتفل السفلة بوجهي جزاء الخير الذي صنعتُه لهم...

   لقد اخترنا السّير معك يا ربّ على دروب الجلجلة في أسبوع آلامكَ، نسير واثقين بك وحدَك يا مُتمّم الوعود. أيّها الأمين، علّمنا الأمانة، أيّها الغفور ازرع الصفح فينا، أيها الحنون اغمر قلوبنا بحنانك، فندرك عظمة وعمق تحدّي وصيّتكَ لنا:"أحبوا أعداءكم وباركوا مضطهديكم". آمين.