2005-03-20 12:14:21

قداسة البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي والكاردينال رويني يحتفل بقداس أحد الشعانين


احتفل صباح اليوم الأحد نيافة الكاردينال كاميلّو ريني، نائب قداسة البابا العام على أبرشية روما ورئيس مجلس أساقفة إيطاليا (احتفل) بالذبيحة الإلهية في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بمناسبة أحد الشعانين.  ألقى نيافته أثناء القداس عظة استهلّها قائلاً إن نصّ الإنجيل الذي استمعنا إليه يصوّر لنا الجموع التي استقبلت يسوع في أوراشليم، وهي تهتف: "هوشعنا، تبارك الآتي باسم الرب".  غير أن الإنجيل يروي لنا أنه خلال محاكمة يسوع، احتشد أهالي المدينة عينها ليقولوا لبيلاطس البنطي "اصلبه!".  وبغية إيجاد تفسير منطقي لهذا التناقض، يكفي أن ننظر إلى أعماق أنفسنا، لنرى كم أن قلب الإنسان ضعيف، وهذا ما تظهره خيانة يهوذا ليسوع، ونكران بطرس له.

وتابع الكاردينال رويني عظته مذكراً بكلمات القديس بولس الرسول القائل: مع أن المسيح "في صورة الله لم يَعُد مساواته لله غنيمة، بل تجرّد من ذاته متّخذاً صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر بمظهر الإنسان، فوضع نفسه وأطاع حتى الموت، الموت على الصليب".  فمن خلال تواضع ابن الله وآلامه وموته يشرق نور سرّ الله وسرّ الإنسان.  فإذا نظرنا في آلام البشر الكثيرة، نشعر بالضياع ونتساءل إذا ما كان الله يحبّنا فعلاً ويعتني بنا.  لكن إذا وجّهنا أنظارنا إلى صليب المسيح نرى وجه الله الحقيقي، ويسوع نفسه قال لنا: "ما من أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن شاء الابن أن يكشِف له".  ففي صليب المسيح، لم يفقد وجه الله عظمته وسرّه، ومع ذلك أصبح قريباً منا، لأنه قاسم ـ من خلال ابنه ـ أشد الظروف البشرية صعوبة.

وأمام صليب المسيح، تابع الكاردينال كامليو رويني عظته قائلاً، نشعر بضعفنا وبعجزنا عن الاتّكال على سواعدنا لبناء عالم عادل ومثالي، لكن هذا الشعور لا يحملنا على الاستسلام للتشاؤم وفقدان الثقة بالحياة، لأننا نشعر بمحبة الله التي تحتضننا، وهي محبة أقوى من الخطيئة والموت. 

بعدها توجّه نيافته إلى الشبان والشابات الذين يحتفلون باليوم العالمي للشبيبة وذكّرهم بكلمات المسيح القائل لتلاميذه: "من أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني".  إن هذه الكلمات تخيفنا إن لم نفهم معنى الألم الحقيقي.  فلننظر إلى المسيح المصلوب، لنتذكّر ما قاله لنا: "تعالوا إليّ جميعاً أيها المرهَقون والمثقَلون فإني أريحكم ... لأن نيري لطيف وحملي خفيف".  نعم! إن صليب المسيح لا يُضعفنا بل على العكس، تنبعث منه طاقات متجددة دوماً تشع في أفعال القديسين، الذين جعلوا تاريخ الكنيسة خصباً.  وختم الكاردينال رويني عظته قائلاً: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء فلنضع ثقتنا بالمسيح المصلوب والقائم من الموت، ولنضع حياتنا في يديه، كما وضع هو حياته في يدي الله الآب.

 

بعد نهاية الاحتفال بالقداس الإلهي تلا قداسة البابا يوحنا بولس الثاني والمؤمنين كعادته ظهر كلّ أحد صلاة التبشير الملائكي.  وقرأ سيادة المطران ليوناردو ساندري نائب أمين سر الدولة للشؤون الداخلية كلمة الحبر الأعظم التي شكر فيها قداسته الكاردينال رويني الذي ترأس الذبيحة الإلهية نيابة عنه.  وجاء في كلمة البابا: لعشرين سنة خلت، انطلقت من هذه الساحة بالذات الأيام العالمية للشبيبة.  ولذا أودّ أن أتوجه إلى الشبان والشابات الحاضرين في ساحة القديس بطرس وفي كافة أنحاء العالم.  سيُعقد في شهر آب أغسطس القادم اللقاء العالمي للشبيبة في كولونيا بألمانيا.  ففي كاتدرائية المدينة الرائعة، تُحفظ ذخائر المجوس القديسين، الذين سيقودون ـ بمعنى ما ـ خطاكم نحو هذا الموعد.  فقد قدم المجوس من الشرق ليكرموا يسوع، وقالوا: "لقد جئنا لنسجد له".  إن هذه العبارة الغنية بالمعاني تشكل موضوع الاحتفال باليوم العالمي للشبيبة. 

إنكم تسجدون اليوم لصليب المسيح والذي تحملونه في مختلف أنحاء العالم، لأنكم آمنتم بمحبة الله الذي تجلّى بالكامل في المسيح المصلوب.  أيها الشبان والشابات الأعزاء، إن الاحتفال باليوم العالمي للشبيبة في هذه المناسبة بالذات يشكل نعمة مميزة، نعمة الفرح المتّحد بالصليب، الذي يلخّص السرّ المسيحي.  وأقول لكم اليوم: كونوا دائماً شهوداً لصليب المسيح الممجد.  لا تخافوا! وليكن فرح الرب المصلوب والقائم من بين الأموات قوتكم، ولتبقى العذراء مريم دوماً إلى جانبكم.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.