2005-03-17 16:08:18

في كلمته لسفير باناما الجديد لدى الكرسي الرسولي، قداسة البابا يحثّ أبناء هذا البلد الأمريكي على الحفاظ على جذورهم المسيحيّة وحماية العائلة وحقوق المرأة


   تسلّم نيافة الكردينال أنجلو سودانو أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان باسم قداسة البابا هذا الخميس أوراق اعتماد سفير باناما الجديد لدى الكرسي الرّسولي السيّد لورانس فابريغا، وسلّمه نص كلمة البابا التي تضمّنت تحيات الحبر الأعظم لرئيس وشعب هذا البلد الأميركي الذي يعيش في زمن يغمره الرجاء بإحلال السلام والرخاء وسط عالم معولم لا تمكن مواجهته إلاّ بروح التضامن بين كلّ أفراد المجتمع المدني لبناء الحجر والبشر.

   وأشاد البابا بالتفاهم والتعاون الكاملَين بين السلطات المدنيّة والكنيسة الكاثوليكيّة في باناما، وما لقاء اليوم، جاء في كلمة البابا، سوى علامة لحسن العلاقات بين الدولة والكرسي الرّسولي لكون الكنيسة والسلطات المدنيّة تتلاقيان معاً في الأهداف الخيّرة، كتنمية الخير العام لدى الأفراد والجماعات.

   ويتوقّف البابا في كلمته عند قلق الحكومة إزاء تفشي الفقر ومحاربته وسط شريحة عريضة من سكان باناما، وسعيها الدؤوب لتوفير شروط ملائمة من أجل إنشاء جبهة عريضة لقمع آفة الفساد. ومن جهة أخرى نوّه قداسته بما تقدّمه الكنيسة من إسهامات في تأمين نموّ حقيقي للشعب من خلال إعلان كلمة الإنجيل حاملة الرجاء والوئام بتشجيعها على المشاركة في مسؤوليّات الحياة المدنيّة والدفاع عن كرامة الإنسان.

   وذكّر البابا في نص كلمته التي سلّمها الكردينال سودانو للسفير الجديد، بأنّ شعب باناما يحتفل هذا العام بالذكرى المئويّة الأولى على ولادة الجمهوريّة، ومسيرة التأكيد على الهويّة التاريخيّة والجغرافية تسمح بتنامي الأمل لتوطيد علاقات الصداقة بين مختلف شعوب العالم.

   وأشاد البابا في ختام كلمته بغنى التعدّدية الثقافيّة والعرقيّة في باناما، وتمنّى على الدولة والشعب تخطّي عبء الدّين العام الذي يثقل كاهل البلاد لغياب توزيع عادل لخيور الأرض، واحترام كرامة كلّ فريق إتني وتحسين البرنامج التربوي، وتفعيل دور السلطة القضائيّة وتوفير أوضاع أكثر إنسانيّة للمساجين من أجل تأمين انخراط سليم لهم في المجتمع. وحث في الختام أبناء باناما على الحفاظ على جذورهم المسيحيّة وحماية العائلة وحقوق المرأة، بعدها سأل البابا العذراء مريم سيّدة باناما أن تشمل بعنايتها الوالديّة أبناء هذه الأمّة ليسيروا قدماً في دروب التضامن والتطوّر والسّلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.