2005-03-12 15:47:32

إنجيل الأحد 13 آذار 2005... وقفة تأمَّل أسبوعيَّة حول كلمة الحياة


   "وكان رجل مريض يدعى عازر م نبيت عنيا، من قرية مريم وأختها مرتا. وكان عازر المريض أخاهما. فأرسلتا ليسوع تقولان:"ربّنا، إنّ الذي تحبّه مريض". ولكن يسوع لبث في مكانه يومَين بعدما عرف أنّه مريض. ثمّ قال للتلاميذ بعد ذلك:"لنعُد إلى اليهوديّة... إنّ صديقنا عازر راقد، فأنا ذاهب لأوقظه... فلمّا سمعَت مرتا بمجيء يسوع خرجت لاستقباله وقالت له:"ربّ، لو كنتَ ههنا لما مات أخي... قال لها يسوع:"سيقوم أخوك"، قالت له مرتا:"أعلم أنّه سيقوم في القيامة في اليوم الآخِر". فقال لها يسوع:"أنا القيامة. من آمن بي يحيا، وإن مات...".

   ولمّا رآها يسوع تبكي ويبكي معها اليهود الذين رافقوها، ارتعَشت نفسه واضطرب وقال:"أينّ وضعتموه؟" قالوا:"تعال سيّدي فانظر"... ودنا يسوع من القبر وقال:"ارفعوا الحجر! "فقالت مرتا:"ربّ، هذا يومه الرابع، لقد أنتن". قال لها يسوع:"ألم أقل لكِ إن آمنتِ ترين مجد الله"... وصاح يسوع بعد ذلك بأعلى صوته:"هلُمّ عازر فاخرج!" فخرج الميت مشدود اليدَين والرجلَين بالعصائب... فقال لهم يسوع:"حُلّوه ودعوه يذهب". فآمن به كثير من اليهود الذي جاؤوا إلى مريم إذ رأوا ما صنع".

 

التأمّل: RealAudioMP3

   محطّات عديدة تعترض حياتنا ونقف عندها قائلين:"لقد انتهى كلّ شيء وأوصدَت الأبواب. إنّها حالة اليأس بأسمى مظاهرها. إنّها لحظات تطرق صميم عجزنا الإنساني وتوقفنا أمام مصير محتّم علينا مواجهته لا محالة، والدواء والوحيد هو الاستسلام. ومن بين تلك اللحظات المصيريّة الموت.

   أمام الموت يتبارى اليأس والرجاء حتّى الرّمق الأخير، أمامه تتمخّض روح الإنسان في صراع الإيمان بالمظاهر الحسيّة أو تخطّيها إلى رجاء يسمو العقل والإدراك البشريّين، وأمامه يدفن الإنسان الرجاء في مرض انغلاقه الذاتي فيضعف ويقول:"لا يمكنني أن أصنع شيئاً".

   ولكن شيئاً ما يُمكنكَ أن تصنعه أيّها الإنسان اليائس، وهو الترجّي. وهذا الترجّي يفرض إخراج النفس من عزلة الألم بحثاً عن يسوع. والرّجاء ليس ثمرة مشاعر نفسيّة عاطفيّة يحاول الإنسان إقناع نفسه بها، إنما هو عطية، ونعمة وفضيلة يطلبها المؤمن من يسوع.

   بهذا الرّجاء طلبت مرتا ومريم ن يسوع بإيمان، فأقام يسوع أخاهما عازر من الموت، أقامه ليؤمن الناس بأن الآب أرسله مخلّصاً أوحداً للعالم. أقامه ليتمجّد به ابن الإنسان.

   لنقترب من يسوع إخوتي الأحباء في زمن الصّوم هذا، ففي ضوئه فقط يمكننا رؤية ما يمزّق نفوسنا من مآسي الخطيئة والخوف والكبرياء، هو الذي يحبّنا كما أحبّ صديقه عازر ويقيمنا من قنوطنا ويُطلقنا رسلاً في هذا العالم نبشّر به إله حياة، فمن يحيا مؤمناً به لا يموت أبداً.








All the contents on this site are copyrighted ©.