2005-02-17 15:46:26

تصديق خمسة مراسيم لدعاوى تقديس في كونسيستوار عادي عام يعقد يوم الخميس القادم الرابع والعشرين من الجاري


   أعلن مكتب احتفالات البابا الليتورجيّة أنّه سينعقد في الرابع والعشرين من هذا الشّهر كونسيستوار عادي عام للتصديق على مراسيم تقديس خمسة طوباويّين كانت قد نشرت في العام الماضي وتُقرّ بعجائب تمّت بشفاعتهم. الطوباويّون هم أسقف وثلاثة كهنة وراهب، بينهم بولنديان، إيطاليّان وإسباني.

   الأسقف بولندي، وهو المطران جوزف بيلزيفسكي، رئيس أساقفة ليوبولي للاّتين. عاش بين عامَي 1860 و 1923، وكان أستاذ اللاهوت العقائدي واختصاصياً بعلم الآثار المسيحيّة. كما كان أثناء الحرب العالميّة الأولى سنداً ومرجعاً للكاثوليك والأرثوذكس واليهود على السواء. أمّا حياته الروحيّة فقد تمحورت حول كلمات ثلاث: الصلاة، والعمل ونكران الذات، من أجل اتّباع المسيح وخدمة الآخرين. وكان يُمضي لياليه في الصلاة.

   وفي الفترة التاريخيّة عينها عاش أيضاً في ليوبولي الطوباوي البولندي الثاني الأب زيغمونت غورازدوفسكي، مؤسّس جمعيّة راهبات القديس يوسف من أجل مساعدة الفقراء والمرضى. لم يكن يقف في وجه محبّته أيّ أمر حتّى أثناء انتشار داء الكوليرا كان يساعد المرضى ويساهم في نقل الجثث غير عابئ بالعدوى ممّا أثار دهشة الناس وإعجاب الجميع.

   القديس العتيد الثالث هو اليسوعي الإسباني ألبيرتو كروشاغا الذي عاش في المنتصف الأوّل من القرن العشرين، ونضج إيمانه أثناء طفولة عاشها بالفقر والعوز. توفي والده وهو في سن الرابعة من العمر، فاضطُرّت والدته بيع كلّ شيء لسدّ ديون العائلة وهكذا بقيت مع طفلها بدون مسكن. موهبته كراهب كانت توفير المساعدات للفقراء بكرامة ورجاء وعاطفة... بنى العديد من "بيوت المسيح" من أجل إيواء ومساعدة المحرومين.

   أما الطوباويّان الأخيران فهما إيطاليّان، الأوّل فيليشيه بانيكوسيا، كان راهباً كبوشياً وعاش في القرن الثامن عشر. اختبر الذلّ حتّى بين إخوته الذين كانوا يسخرون منه لجهله... كان شاهداً متواضعاً ووديعاً، وكانت مهمّته جمع الحسنات لديره، إذ كان يصف ذاته بالحمار الصّغير الذي يحمل للدير ما يحتاجه... تميّز بزيارة السجناء كلّ أيام الآحاد وبمطالبته احترام الفقراء كيسوع المُتجلّي في وجوههم.

   والطوباوي الإيطالي الثاني والأخير هو غايتانو كاتانوزيه، عاش بين عامَي 1879 و 1963، خدم ككاهن رعيّة المؤمنين الملقين على عاقته وشاركهم حياتهم بتقشّف وحرمان ونشر بينهم الإكرام القرباني والمريمي. كانت جميع أعماله ونشاطاته تنطلق من التأمّل القائل:"إنّ وجه المسيح هو غايتي". كما كان يقول للراهبات اللاّتي أسّسهنّ:" مكانكنّ هو المكان الذي رفضه الآخرون. هذا هو عمق الإنجيل وسرّ المسيح وعيش حياة الفقراء من أجل حياة الآخرين.








All the contents on this site are copyrighted ©.