2005-02-09 15:49:25

الكنيسة المارونيّة تحتفل بعيد شفعيها القدّيس مارون


   تحتفل الكنيسة المارونيّة اليوم بعيد شفيعها القدّيس مارون، هذا الصدّيق الذي ترك الدنيا وانحنى مرتفعاً من الأرض في منطقة أفاميا من سوريا الثالثة، حسب التقسيم الجغرافي القديم، أقام عليها في الهواء الطلق، بالقرب من معبد وثني حوّله كنيسة؛ وهو يمارس الأصوام والتقشّفات والصلوات. وكانت تلك روحانيّة عصره، الذي كان لا يزال قريباً من عصر عاش فيه السيّد المسيح. ومعلوم أنّه عاش بين القرنَين الرابع والخامس، أي من سنة 350 إلى سنة 410 وقد شدّته صداقة إلى القدّيس يوحنّا فم الذّهب الذي كتب إليه من منفاه في أرمينيا ليؤكّد على ما يكنّه له من محبّة.

   المؤرّخ الوحيد الذي توقّف عند ذكر مارون هو تيودوريتوس، مطران المحلّة، في كتاب له أسماه: "التاريخ الديني" صدر سنة 458، أي بعد مرور نحو أربعين سنة على وفاة القديس مارون. وقد امتدح تيودوريتوس في كتابه سيرة هذا القديس الذي كان نادراً ما يلجأ إلى خيمة من جلدٍ اتقاءً لتقلّبات الطقس. يقول هذا المؤرّخ عن مارون أنّه كان كاهناً ذاع صيته في المنطقة التي عاش فيها. وقد عرف، لا بل اشتهر بما كان يأتيه من عجائب، وبخاصّة من شفاءات جسديّة ونفسيّة، ممّا حمل الناس من رجال ونساء على المجيء إليه ليسألوه البركة والصلاة اللّتَين كانتا الدواء الوحيد الذي يستعمله. وقاسمه بعضهم جانباً من طريقة حياته.

   وهكذا أصبح لمارون تلاميذ وتلميذات، أخذوا بطريقته وعاشوا عيش النّسك والوحدة. ويقول هذا المؤرّخ:"عندما توفّى الله مارون، نُقل جثمانه إلى ضريح على مقربة من مكان عاش فيه، وشيّدت على اسمه كنيسة". والتلامذة الذين تخرّجوا من مدرسته النسكيّة كانوا النواة الأولى للكنيسة المارونيّة واتخذوا مقرا لهم ديراً على اسم القديس مارون أقاموه في وادي العاصي شرقي لبنان على ما يقول المؤرّخون. لقد جسّد القديس مارون العقيدة المسيحيّة في حياته اليوميّة، فعاش وقدماه راسختان في الأرض وعيناه مشدودتان إلى السّماء. وهذا ما يطلبه كلّ من يفاخرون بحمل اسمه: RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.