"كرامة الزواج": إرشاد كنسي جديد صدر اليوم في الفاتيكان

   صدر قبل ظهر هذا الثلاثاء الثامن من الجاري في الفاتيكان، الإرشاد الكنسي الجديد بعنوان "كرامة الزواج"، وذلك أثناء مؤتمر صحفي عقد في دار الصحافة الفاتيكانيّة وشارك فيه كبار المسؤولين في دوائر الكوريا الرومانيّة التي اهتمّت بإعداد الإرشاد، وعلى رأسهم الكردينال جوليان هيرانس، رئيس مجمع شرح النصوص القانونيّة، بالإضافة إلى أمناء سرّ مجمع عقيدة الإيمان، ومجمع العبادة الإلهيّة وتنظيم الأسرار، ومحكمة التوقيع الرّسولية العليا ومحكمة الروتا الرومانيّة.

   الإرشاد الجديد:"كرامة الزواج"، هو ثمرة عمل دؤوب بدأ في عام 1996 بإيعاز من قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني ويهدف إلى تقديم دليل تطبيقي لجميع العاملين في المحاكم الكنسيّة يساعدهم على تحسين عملهم وأدائهم في دعاوى بطلان الزواج... كما ويوفّر مناسبة للأخذ بعين الاعتبار موضوع المحاكمة الكنسيّة لإعلان بطلان الزواج في منظار خدمة الكنيسة والحقيقة وضمير المؤمنين. فالكنيسة تحمي كرامة الزواج الذي هو "صورة ومثال عهد الحبّ بين المسيح والكنيسة". إن بنود الإرشاد الجديد تعكس بطريقة واضحة أولويّة الحقيقة في المحاكمات، فالكنيسة تسير حسب نظام قانوني ثابت وحازم يحمي حقوق جميع المؤمنين فيها، لأنّ القانون في نهاية المطاف ليس إلاّ جواب حبّ على إرادة الله. إنّ خلاص النّفوس هو أسمى شرائع الكنيسة.

   يعني الإرشاد الجديد نحو ثمانمائة محكمة أبرشيّة ومشتركة في الكنيسة اللاتينيّة، مختصّة بقضايا بطلان الزواج. وقد تفاقم عدد دعاوى البطلان بشكل كبير السنوات العشر الماضية، خصوصاً في البلدان العريقة بتقاليدها المسيحيّة. وتعود أسباب الارتفاع إلى عوامل عدّة من بينها:

   ـ انتشار روح العلمنة التي تحمل معها مفاهيم خاطئة عن الزواج ومغايرة لتعاليم الكنيسة...

   ـ اعتبار علم النّفس أن "الرّضى الزوجي" الذي يُشكّل عنصراً أساسياً من عناصر هذا العقد القانوني والروحي، غير كاف لتوطيد الرابط الزوجي بين الرجل والمرأة...

   ـ وأخيراً إصرار عدد كبير من المؤمنين على نوال بطلان زواجهم من المحاكم الروحيّة لإدراكهم أنّ الزواج الشرعي والصحيح هو الذي يُقام حسب القوانين الكنسيّة وليس حسب القوانين المدنيّة.

   دليل الكنيسة الإحصائي لعام 2002 أظهر أن عدد الدعاوى الكنسيّة المنتهية في المحاكم البدائيّة في العالم كلّه قد بلغ نحو ثلاثة وخمسين ألف دعوى وتتوزّع على النحو التالي: ثلاثمائة وخمسون في أفريقيا؛ ستمائة وثمانون في أوقيانيا، ألف وخمسمائة وستون في آسيا؛ نحو تسعة آلاف في أوروبا، وحوالي سبعة وثلاثين ألف في أميركا: ثلاثون ألف دعوى في أميركا الشماليّة وستة آلاف في وسط وجنوب هذه القارّة.