2005-02-05 15:46:33

إنجيل الأحد 6 شباط فبراير 2005


   قال الرّب يسوع:"أنتم ملح الأرض، فإذا فسد الملح فأيّ شيء يملّحه؟ إنّه لا يصلح إلاّ لأن يطرح في خارج الدّار فيدوسه الناس. أنتم نور العالم. لا تخفى مدينة على جبل. ولا يوقد سراج فيوضع تحت المكيال. ولكن على المنارة ليُضيء لجميع الذين هم في البيت. فليضئ نوركم هكذا للناس ليروا أعمالكم الصالحة، فيمجّدوا أباكم الذي في السّماوات".

 

التأمّل: RealAudioMP3

 

   كلمات يسوع في هذا الإنجيل تحثّ التلاميذ على الخروج إلى العلن لا للتعبير عن كبريائهم من خلال الظهور، إنّما ليحملوا الحقيقة التي يعلنون، وهي حقيقة حوّلتهم إلى نور أبهى من نور الشمس استمدّوه من إيمانهم الثّابت بيسوع فأصبحوا ملح الأرض الذي بدونه لا طعم لوجود الإنسان على هذه الفانية. "يوضع سراج تحت المكيال" ومن المستحيل أن يبقى إنجيل يسوع مدفوناً في الصمت والخفاء. لا أحد يمكنه أن يُسكت صوت الإنجيل: لا الاضطهاد ولا الافتراء ولا المخاطر والحروب قادرة على إسكات صوت المبشّرين بكلمة الحياة. لا يستطيع تلميذ المسيح أن يساوم على إيمانه، فهو إن غاص في شؤون الأرض وبحث عن ملذّاتها ورخائها، ضاعت مصداقيّته وابتعد الناس عنه وغابت عن باله كلمات المعلّم الإلهي القائل:"فليُضئ نوركم هكذا للناس ليروا أعمالكم الصالحة، فيُمجّدوا أباكم الذي في السماوات".

   إنّ هدف ما نعمله على الأرض كمبشّرين بإنجيل المسيح هو شقّ طريق البشر نحو ملكوت السماوات، والله اختار لهذا العمل البسطاء والجهّال على ما يقول بولس الرّسول في رسالته إلى أهل كورنتس:"لم آتِكم لأبلّغكم شهادة الله بسحر البيان أو الحكمة، فإنّي لم أشأ أن أعرف شيئاً، وأنا بينكم، غير يسوع المسيح، بل يسوع المسيح المصلوب".

   قدرنا نحن المؤمنين إخوتي الأحباء هو أن نصنع مشيئة الله، فيستجيب لنا عندما نُعطي الفقير خبزاً ونُشبع جوع الصائمين وننصف المظلومين، عندها يسطع نورنا وسط الظلام لأنّ هذه الأعمال الصالحة تخرج من الظلمة لتضيء العالم بأسره بنور يعجز المرء عن تجاهله وغض الطرف عن رؤيته. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.