2005-01-29 16:15:23

إنجيل الأحد... وقفة تأمل حول كلمة الحياة


"فلمَّا رأى الجموع، صعدَ الجبلَ وقعَد. فدنا إليه تلاميذُه فأخذَ يعلِّمهم قال: طوبي لفقراءِ النفوس، فإنَّ لهم ملكوتَ السماوات. طوبى للودعاء، فإنَّهم يرثونَ الأرض. طوبي للمحزونين، فإنَّهم يُعزَّون. طوبى للجياعِ والعطاشِ إلى البِرّ. فإنَّهم يُشبعون. طوبى للرحماء، فإنَّهم يُرحمون. طوبى لأطهارِ القلوب، فإنَّهم يشاهدونَ الله. طوبى للسَّاعين إلى السَّلام، فإنَّهم أبناءَ الله يُدعون. طوبى للمضطهدينَ على البِرّ، فإنَّ لهم ملكوتَ السماوات. طوبى لكم، إذا شتموكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كلَّ كذبٍ من أجلي، إفرحوا وابتهجوا: إنَّ أجركم في السماواتِ عظيم، هكذا اضطهدوا الأنبياءَ من قبلكم."  (متى 5، 1-12)RealAudioMP3

 

التأمل

 

الطوبى والويل ضدَّان يلتقيان في عظة الجبل، وتلقتي معهما البشريَّة كما هي بكلِّ تناقضاتها وتساؤلاتها. بشريَّة جشعة وجائعة، فقيرة وغنيَّة، حزينة وضاحكة. تبحث عن السلام وسط الحروب، والرخاء وسط المآسي، والعافية وسط الآلام، والصدق وسط الرياء، والأمانة وسط الخيانة، والعدل وسط الظلم، والعزم وسط التردّد... بشريَّة تُحسن القول وتجهلُ الفعل، حطَّمتْ بكبريائها بساطة القلول وصمَّت أذنيها عن كلام المعلِّم القائل:من اتَّضع أرتفع"، فغرقت في ذلِّ تعجرفها وأصابها الإنهيار والتفكّك.

إنَّ الربّ يسوع في عظة الجبل، لم يتوجَّه إلى حكماء الدنيا وعظمائها وأغنيائها، بل إلى البسطاء والفقراء فيها ليعدهَم بفرح ملكوته الأبدي. كلّ شيئ يزول وكلامه الإلهي لا يزول. فليفرح الباكون جرَّاء الظلم لأنَّهم نالوا فرح الملكوت، وليسعد الفقراء والجائعون ضحايا الأنانية والجشع لأنَّهم ربحوا خيور الملكوت، وليتهلَّل المضطهَدون من إجل إسم المسيح لأنَّهم نالوا الظفر بصبرهم ومغفرتهم. لا تجعل يا ربّ صدى ويلاتك يتردَّد في ضمائرنا، نحن جياع فإنْ شبعنا بقوت جسدك نشبع، نحن عطشى وإن ارتوينا بدماء ذبيحتك نرتوي، نحن فقراء وإن اغتنينا بكلمات إنجيلك نغتني، نحن أشقياء وإن فرحنا بعدلك نفرح. ساعدنا لنشهد لك على الدوام يا سيّد الأمان والسَّلام يسوع المسيح آمين.

 

 

 

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.