2005-01-27 17:12:11

إنجيل الأحد 23 كانون الثّاني 2005


"وبلغ يسوع أنّ يوحنّا وضع في السجن، فعاد إلى الجليل. ثم ترك الناصرة وجاء كفرناحوم على شاطئ البحر في بلاد ربولون ونفتالي فسكن فيها ليتمّ ما أوحي إلى النبي أشعيا فقال:"أرض زبولون وأرض نفتالي طريق البحر، عبر الأردن جليل الأمم. الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم النور". وبدأ يسوع في ذلك اليوم يعظ فيقول:"توبوا، قد اقترب ملكوت السماوات".

   وكان يسوع سائراً على شاطئ بحر الجليل، فرأى أخوَين هما سمعان الذي يقال له صخر وأندراوس أخوه يُلقيان الشبكة في البحر، لأنّهما كانا صيّادَين. فقال لهما:"اتبعاني أجعلكما صيّادَي بشر". فتركا الشباك من ذلك الحين وتبعاه.

   ثمّ مضى في طريقه فرأى أخوَين آخرَين، هما يعقوب ابن زبدى ويوحنّا أخوه، مع أبيهما زبدى في سفينة يصلحان شباكهما، فدعاهما فتركا السّفينة وأباهما من ذلك الحين وتبعاه..." (متّى: 4/12-22)

 

التأمّل: RealAudioMP3

 

   كلمة الله في إنجيل هذا الأحد تدعونا بوضوح إلى الإيمان. وفي آيات آشعيا النّبي نقرأ وعد الروح القدس إلى شعوب الأرض بأنّها ستبصر بالمسيح نوراً عظيماً يُبدّد ظلال البؤس والموت. المسيح هو نور الله الموعود فإن آمنّا ووثقنا به لن نرقد في ثبات الموت.

   رجاؤنا بالمسيح يسوع يجب أن يكون رفيق حياتنا، لذا لنترك الضعف والتجارب جانباً ونتقوّى بالإيمان لأنّه بثباتنا على التجارب والمحن يكمن خلاصنا. إنّ ما نعيشه من آلام وقنوط في سياق حياتنا اليوميّة له معنى وإن لم نفهمه. بمقدورنا احتمال كافّة المحن والمصاعب إن كنّا واثقين بأنّ الله يُحبّنا وسيأتي كما وعد ليخلّصنا.

   لقد طلب يسوع من الصيّادين الأربعة أن يتبعوه بإيمان، ولمّا تبعوه حوّلهم إلى صيّادي بشر. إنّ كلّ واحد منّا لو وجد مكان أحد هؤلاء الأربعة لتساءل قائلاً:"إنّني صيّاد فقير أصارع الحياة بألم وقنوط وبحثاً عن لقمة العيش؟" فأجابه الرّب:"لا تخف كن مؤمناً".

   لا يطلب الله منّا تبرير وشرح ما يعترضنا في سياق حياتنا، فهو لا يريد سوى إيماناً، "وطوبى لمن يؤمنون ولم يروه"، كان هذا وعد يسوع لنا، فلنَكن إذاً موحّدين بالإيمان وواثقين بأنّه الطريق الوحيد والقويم لتسبيحه وتمجيده إلهاً واحداً بثلاثة أقانيم: آب وابن وروح قدس. فهو يطلب منّا أن نكون على مثاله جماعة مؤمنين موحدة وواثقة، جماعة محبّة وسلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.