2005-01-26 12:16:16

مداخلة رئيس الأساقفة ميليوريه بمناسبة الذكرى السنوية الستين لتحرير مخيمات الاعتقال النازية في أوشفيتز


بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الستين لتحرير مخيمات الاعتقال النازية في أوشفيتز، ببولندا، على يد الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، ألقى رئيس الأساقفة تشيليستينو ميليوريه، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظّمة الأمم المتّحدة يوم أمس الاثنين (ألقى) مداخلة أمام الدورة الخاصة الثامنة والعشرين للجمعية العمومية.  قال سيادته إنّ هذه المناسبة تذكّرنا بضحايا تلك النظرة السياسية اللاإنسانية المرتكزة إلى أيديولوجية متطرّفة، وتذكّرنا أيضاً بنشأة منظّمة الأمم المتحدة وبأهدافها النبيلة والإرادة السياسية التي ما يزال العالم بحاجة إليها، للحؤول دون تكرار مجازر من هذا النوع.

وتابع سيادته يقول: إننا نتأمل اليوم بما أحدثته المجازر النازية الرهيبة خلال الحرب العالمية الثانية.  فقد استهدفت هذه الجرائم فئات المجتمع التي سلبت الأيديولوجية النازية حقّها في العيش، كاليهود والشعوب السلافية والمعوقين، ناهيك عن الأشخاص الذين تجرّأوا على معارضة هذا النظام القمعي قولاً وفعلاً، كالعديد من السياسيين والقادة الدينيين والمواطنين العاديين، الذين دفعوا حياتهم ثمناً لمعارضتهم القمع النازي.

وكانت مخيمات الموت هذه شاهدة على خطة، لم يشهد العالم مثيلاً لها، ترمي إلى إبادة شعب بأكمله: الشعب اليهودي.  وكان الكرسي الرسولي، قال رئيس الأساقفة ميليوريه، قد أعرب في مناسبات عدّة عن ألمه الشديد حيال هذه المجزرة المعروفة باسم المحرقة النازية، التي ما تزال وصمة عار في تاريخ الإنسانية، وفي ضمير جميع البشر.  وكان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قد قال ـ خلال زيارته أوشفيتز في عام 1979 ـ "يجب أن نجعل صراخ الأشخاص الذين استشهدوا هناك يبدّل العالم نحو الأفضل ... ارتكازاً إلى ما آل إليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

إن مخيمات الاعتقال النازية ـ تابع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتّحدة مداخلته يقول ـ تذكّرنا بقدرة الإنسان على ارتكاب أعمال الشرّ بحقّ أخيه الإنسان، بيد أنّنا مدعوون أيضاً إلى أنّ نتذكّر أعمال الخير التي قام بها أناس كثيرون، ضحوا بأنفسهم من أجل الآخرين.  فعندما تقع الكوارث ـ طبيعية كانت أم من صنع البشر ـ تظهر بين الأشخاص الناحية الأفضل للمجتمع الإنساني، كقيم الأخوة والتضامن.  لذا ينبغي أن نفكّر ـ في هذه المناسبة بالذات ـ بهؤلاء الأشخاص الشجعان الذين لم يتردّدوا في صنع الخير على الرغم من كافة الصعوبات والعراقيل.

وختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة تشيليستينو ميليوريه مداخلته يقول: إن ذكرى تحرير مخيمات الاعتقال النازية في أوشفيتز، تدعو الإنسانية إلى عدم نسيان الجرائم المروعة وأعمال الشرّ التي يُمكن أن يرتكبها الإنسان.  وتذكّرنا في الوقت عينه بالحاجة الملحّة إلى بناء عالم يعيش فيه كلّ رجل وامرأة وطفل بأمن وسلام.  وينبغي أن تسعى كلّ أمة، إلى جانب منظّمة الأمم المتّحدة، إلى احترام الحياة والحرية وكرامة كلّ كائن بشري.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.