2005-01-19 16:56:29

في مقابلة الأربعاء العامّة قداسة البابا يحدّث المؤمنين عن معنى الوحدة بين المسيحيين


   أجرى قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس في الفاتيكان بحضور آلاف الحجاج والزائرين القادمين من بلدان عديدة من العالم.

   ركّز الحبر الأعظم تعليمه حول معنى الوحدة بين المسيحيّين، خصوصاً مع بداية أسبوع الصلاة من أجل هذه الوحدة، الذي يُشكّل على حدّ قوله، فرصة للتكفير والتأمّل والصلاة من أجل أن يتذكّر المسيحيّون أن مسؤوليّة استعادة الوحدة الكاملة بين بعضهم البعض تقع على عاتق الجميع، من رعاة ومؤمنين.

   إنّ موضوع هذا العام، أضاف البابا، يضعنا أمام حقيقة جوهريّة لكل التزام مسكوني، وهي أن المسيح هو أساس الكنيسة، والمجمع الفاتيكاني الثاني أوصى الجميع بقوّة للصلاة من أجل وحدة يتخطّى المسيحيّون فيها طاقاتهم البشريّة لأنّ الصلاة تولّد الرجاء الذي لا يُخيّب والثقة الكاملة بأن الله سيجعل كلّ شيء جديداً. والصلاة، أضاف البابا يجب اصطحابها بتنقية العقل والأحاسيس والذاكرة فتظهر جليّة علامات ارتدادنا الداخلي التي بدونها لا حوار مسكوني حقيقي لأنّ الوحدة هي عطيّة من الله، نتوسّلها دون كلل بوداعة وحقّ.

   إنّ رغبة بلوغ الوحدة، أضاف البابا في تعليمه الأسبوعي، راحت تتّسع وتتعمّق لتبلغ أجواء ومجالات جديدة مولّدة الحميّة بإطلاق النشاطات والمبادرات التي سمحت بعقد لقاءات الحوار والتعاون بين المسيحيّين. إنّ ألم الانفصال يظهر بوضوح أكثر أمام تحديات عالم ينتظر من المسيحيّين شهادة إنجيليّة واضحة يُجمع عليها جميع المؤمنين بالمسيح.

   وكما جرت العادة في روما، أضاف البابا قبل ختام تعليمه الأسبوعي، فإنّ أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين يُختتم بصلاة المساء في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في بازليك القديس بولس خارج الأسوار. وأشكر الكردينال فالتير كاسبير الذي سيُمثّلني في هذا اللقاء الليتورجي الذي سيُشارك فيه ممثّلون عن الكنائس والجماعات المسيحيّة الأخرى. سأتّحد بالصلاة معهم روحياً طالباً من الجميع الصلاة أيضاً كيما تبلغ عائلة المؤمنين وحدتها الكاملة تحقيقاً لرغبة المسيح.

   بعد تعليمه عن معنى الوحدة بين المسيحيّين، انتقل البابا لتحيّة الوفود الحاضرة بلغات عديدة، وخصّ في الختام بتحياته غبطة البطريرك نرسيس بيدروس التاسع عشر، بطريرك الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة وجميع الأساقفة الذين يرافقونه، من ثمّ أسند الشبيبة والمرضى والأزواج الجدد لشفاعة وحماية العذراء مريم قبل أن يمنح الجميع بركته الرّسولية.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.