2005-01-15 16:09:19

إنجيل الأحد 16 كانون الثّاني 2005


   "وفي اليوم الثاني رأى يوحنّا يسوع آتياً نحوه فقال:"هوذا حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم. هذا الذي قلت فيه: يأتي بعدي رجل قد تقدّمني لأنّه كان قبلي. ولم أكن أعرفه، فجئت أُعمّد في الماء لكي ينجلي للشعب المختار". وشهد يوحنّا قال:"رأيت الرّوح ينزل كأنّه حمامة فيستقرّ عليه. ولم أكن أعرفه، ولكنّ الذي أرسلني أُعمّد في الماء قال لي:"إنّ الذي ترى الرّوح ينزل عليه فيستقرّ، هو ذاك الذي يُعمّد في الروح القدس. وأنا رأيته وشهِدت أنّه هو ابن الله". (يوحنا 1، 29 ـ 34)

 

التأمّل: RealAudioMP3

   "هوذا حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم". آية رئيسيّة في إنجيل هذا الأحد ومركزيّة في حياتنا المسيحيّة. فإن نظرنا إلى مختلف الديانات نرى أنّها تُقدّم ذبائح، ولكن ما الفرق بينها وبين المسيحيّة؟

   في الديانات الأخرى يُقدّم البشر الذبائح إلى الله، ولكن عندنا نحن المسيحيّين من يُقدّم الذبيحة هو الله ذاته، وذبيحته ليست حملاً أو حمامة أو دماءَ مخلوقات أخرى. الله يُقدّم ذاته ذبيحة بعد أن لبسَ جسداً بشرياً ليفتدي الإنسان من الخطيئة ويُنقذه من الهلاك الأبدي.

   في سرّ القربان المقدّس لسنا نحن من نقدّم الذبيحة إلى الله، إنما هو يُقدّم ذاته عنّا. لذا من واجبنا السجود لحظة سماع كلام التقديس من فم الكاهن لأننّا أمام ذبيحة محبّة المسيح السامية، التي هي منطق محبّة الله لنا، منطق كلّ محبّة إنسانيّة مستعدّة لدفع أي ثمن لتجنيب حبيبها الشرّ والانزلاق.

   "هوذا حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم". حقيقة نعيشها ونُحييها في ذبيحة القدّاس الإلهي طالبين من الله أن يُساعدنا على المحبّة حيثما كُنّا، على مثاله وبروح التضحية ذاتها التي قادته إلى خشبة الصّليب، فننبذ الأنانية ونقبل أن نكون ضحيّة عن الآخرين ومن أجلهم لخلاص البشريّة جمعاء.








All the contents on this site are copyrighted ©.