2005-01-03 16:05:34

نيّة الكنيسة العامّة لشهر كانون الثاني يناير 2005


   في نيّتها العامّة لشهر كانون الثاني يناير 2005 تُصلّي الكنيسة من أجل "أن يلتزم جميع الناشطين في منطقة الشرق الأوسط أكثر فأكثر في مسيرة بلوغ السّلام".

   طبعت العام المنصرم في أشهره الأخيرة أحداث مأسويّة غمرت منطقة الشّرق الأوسط وصورتها مرّة جديدة كمنطقة صراعات وحروب.

   مداخلات الكرسي الرّسولي الداعية لتجنّب العنف راحت بمجملها إلى العراق، وتحثّ بمعظمها الجماعة الدوليّة على مساعدة العراقيّين للتخلّص من دوّامة العنف وأخذ زمام المبادرة في حكم أنفسهم ديموقراطياً ضمن نظام سياسي واقتصادي يتلاءم وتطلّعاتهم المشروعة.

   كما أنّ تعليق حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الشرق الأوسط يستمر ببقائه عنصر عدم استقرار دائم لكل دول المنطقة، ناهيك عن الآلام الكبيرة التي يُخلّفها هذا الصّراع للشّعبَين الفلسطيني والإسرائيلي. إن الكنيسة لن تكلّ يوماً في ترداد ما قالته لمسؤولي الشّعبَين: بأنّ خيار السلاح والإرهاب والانتقام من الخصم وإذلاله لن يقود أبداً إلى أيّة نتيجة إيجابيّة. فاحترام التطلّعات المشروعة والعودة إلى طاولة المفاوضات تحت المظلّة الدوليّة هي وحدها قادرة على حمل سلام حقيقي وعادل وطويل الأمد...

   لن ننسى في هذا السياق الحديث عن الإرهاب العالمي، الذي بنشره الرّعب والكراهية والتعصّب، يُذلّ جميع القضايا التي يزعم الدفاع عنها. إنّ كلّ حضارة تستحق اسمها بالفعل، عليها رفض جميع أشكال العنف وارتباطاته. لا يُمكننا الاستسلام والقبول بأن يبقى السّلام رهينة العنف في العالم.

   كلّنا يشهد مسيحيّون وغير مسيحيّين بأنّ الله هو إله عدالة وسلام. وأنّه منح كلّ كائن بشري كرامة البنوّة له وسلّحه بحريّة مُقدّسة لا يمكن اغتصابها. من هنا يدرك كل واحد منّا أن خدمة الإخوة هي أسمى رقيّ إنساني يُمكننا بلوغه، على ما قاله السيّد المسيح لرسله:"ويعرف الناس جميعاً أنّكم تلاميذي إذا أحبّ بعضكم بعضاً".

   إنّ الكنيسة الكاثوليكيّة تضع في تصرّف الجميع مثال وحدتها وشموليّتها، وشهادة أجواق القديسين الذين عرفوا كيف يحبّون أعداءهم... والرجال السياسيّين الذين وجدوا في الإنجيل جرأة عيش المحبّة وسط الصراعات.

   فحيث السلام مهدّد في الأرض هناك مسيحيّون يشهدون بكلامهم وأعمالهم بأنّ السلام ممكن.








All the contents on this site are copyrighted ©.