2005-01-03 16:15:45

أهم أحداث عام 2004


انتهى عام 2004 بكارثة زلزال جنوبي شرقي آسيا وما خلفه من دمار وخراب. لكن بدايته لم تكن سعيدة ففي يناير هدد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بضرب بلدان الخليج ودعا إلى مواصلة الجهاد. وودع العراق دينار صدام في ما أرسل المختبر الفضائي الإلكتروني الأمريكي سبيريت أول صور ملونة لسطح كوكب المريخ لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا وتمسكت فيه فرنسا بالمضي قدما في تنفيذ خططها لحظر ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس الحكومية. وكانت هذه القضية موضوعا لنقاش محموم في تركيا على مدى أكثر من 20 عاما. وقتل الزعيم الديني لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين بصاروخ أطلقته مروحية إسرائيلية. بعدها جاء اعتداء مدريد ليخلع حكومة أزنار معطيا النصر لثاباتيرو الذي سحب في ما بعد القوات الإسبانية من العراق.

صاروخ إسرائيلي آخر يقتل الزعيم الفلسطيني عبد العزيز الرنتيسي بينما كان يقود سيارته في غزة. وبدأت دور العرض السينمائي في بعض دول الشرق الأوسط في عرض فيلم آلام المسيح من إخراج ميل غيبسون وهو الفيلم الذي أثار الجدل بسبب اتهامه بمعاداة السامية في ما عاد بن لادن ليعرض هدنة على أوروبا ويتوعد واشنطن. وفي مايو انفجرت فضيحة التعذيب في سجون أو غريب بالعراق ورفعت دعوى ضد وزير الدفاع الأمريكي رمسفيلد بسبب هذه الانتهاكات. وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية على سوريا بعد أن اتهمتها لوقت طويل بدعم الإرهاب وفشلها في منع المسلحين من عبور حدودها للعراق. وقررت ولاية ماساشوسيتس الأمريكية السماح بزواج المثليين جنسيا. كما ذبح في العراق الرهينة الأمريكي بول جونسون.

وفي يوليو تفجرت أزمة دارفور غربي السودان لتعيد إلى الأذهان خطورة حرب أهلية طويلة الأمد. وصدر التقرير النهائي الخاص بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وجاء فيه أن الولايات المتحدة لم تكن مستعدة عندما تعرضت لهذه الهجمات ولم تكن نشيطة إلى حد كاف لمواجهة الإرهابيين الذين نفذوا الهجمات. بعدها جاء الحفل الافتتاحي لأولمبياد أثينا ليلقي نفحة من التضامن والبهجة على عالم مزقته الحروب والنزاعات وآفة الفقر والجوع. لكن العنف لا يعرف وقفة فقد أدان القادة المسلمون والمسيحيون موجة التفجيرات التي استهدفت كنائس بالعراق وأسفرت عن مقتل 11 شخصا. وصف الفاتيكان التفجيرات بأنها فظيعة. وهي المرة الأولى تستهدف فيها الكنائس في العراق. وقالت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إن الهجمات هي محاولة لإشعال فتيل صراع ديني في العراق.

مأساة بيسلان في أوسيتيا أعادت إلى واقع الأحداث اليومية خطورة الإرهاب الأصولي وعنفه إذ أوقعت مئات القتلى معظمهم من الأطفال. ثم جاءت ذكرى الحادي عشر من سبتمبر حيث وقف الأمريكيون صامتين لبضع دقائق في لحظات ارتطام الطائرتين بالبرجين التوأمين وما تلاه من انهيارهما في الوقت الذي ضرب فيه إعصار إيفان الشريط الساحلي لولاية ألاباما الأمريكية. وفي الشرق الأوسط عاد العنف ليزرع الموت والدمار في انفجار بمنتجع طابا السياحي على شاطئ البحر الأحمر في ما رفضت سوريا ولبنان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الذي يدعو دمشق إلى سحب كامل قواتها من الأراضي اللبنانية لكن سوريا قالت إن هذا القرار غير مشروع. وأتت بعدها النهاية الحزينة للرهينة البريطاني بيغلي في العراق.

من هذا السيناريو المخيف إلى مسلسل مرض ياسر عرفات ووفاته والألغاز حول تشخيص مرضه. حزن كثيرون في ما رأى آخرون في هذا المستجد إمكانية لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. أتت الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع إعادة انتخاب جورج دبليو بوش لولاية ثانية في إشارة إلى نوايا واشنطن بإحلال الاستقرار في العراق لكن اجتياح الفلوجة من قبل المارنيز أثبت أن الأمر ليس سهلا. وفي العراق أعدم فريق إرهابي عاملة الإغاثة البريطانية مارغريت حسن ردا على مواقف بريطانيا في العراق. وشيع جثمان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي ما جرى في الصين تتويج  ملكة جمال بيرو جوليا مانتيلا غارسيا ملكة لجمال العالم لعام 2004 تعرض الجيش الأمريكي في الموصل إلى أسوأ هجوم أسفر عن مقتل كثيرين. أمام هذه المشاهد والأحداث المأسوية وليدة تصرف الإنسان في غالب الأحيان وغضب الطبيعة لا يبقى أمام البشرية الحائرة إلا اللجوء إلى دعوة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته بمناسبة يوم السلام العالمي لسنة 2005 لمحاربة الشر بالخير حيث قال:"مع مطلع السنة الجديدة أتوجه من جديد إلى المسؤولين عن الأمم  وإلى جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة والمدركين ضرورة بناء السلام في العالم. لقد اخترت عنوانا ليوم السلام العالمي 2005 كلمات القديس بولس إلى أهل رومية:"لا تدع الشر يقهرك، بل كن بالخير للشر قاهرا" (رومية 12،21). لا يقهر الشر بالشر: فبهذه الوسيلة في الواقع، يقهرنا الشر بدل أن نقهره.








All the contents on this site are copyrighted ©.