عظة البابا خلال قداس الاحتفال بعيد العذراء أم الله وبداية العام 2005

. "السلام عليكِ أيتها الأم المقدسة: يا من ولدت الملك الذي سيحكم السماء والأرض إلى أبد الآبدين".

في اليوم الأول من السنة تلتف الكنيسة أمام أيقونة العذراء أم الله لتكرِّم بفرح تلك التي أعطت العالم ثمرة بطنها يسوع، أمير السلام. 

2. لقد رسخت التقاليد بالاحتفال في هذا اليوم باليوم العالمي للسلام. وبالمناسبة يسعدني أن أوجه تمنيات حارة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي. تحية خاصة إلى سفراء الدول التي ضربها الزلزال العنيف. ويتجه فكري بعرفان جميل إلى أعضاء أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان بقيادة الكردينال أنجلو سودانو وكذلك أيضا إلى أعضاء المجلس البابوي عدالة وسلام وبخاصة إلى رئيسه الكردينال ريناتو مارتينو.

3. يشكل اليوم العالمي للسلام دعوةً للمسيحيين وجميع البشر ذوي الإرادة الحسنة لتجديد التزامهم في بناء السلام. ويقتضي هذا الالتزام حاجةً أدبية أساسية، عبر عنها الرسول بولس:"لا تدع الشر يقهرك بل كنْ بالخير للشر قاهرا". أمام مظاهر الشر المختلفة التي وللأسف تجرح العائلة البشرية تمسي الحاجة الأولية تعزيزَ السلام بوسائل عملية، مع اعتبار أهمية الحوار وأفعال العدل والتربية على المسامحة.

4. قهر الشر بسلاح المحبة يصبح الطريقة التي تسمح لكل فرد بالإسهام في تحقيق سلام الجميع. هذه هي الطريق الواجب أن يسير عليها المسيحيون والمؤمنون من ديانات مختلفة إلى جانب الذين يُقرِّون بالنظام الأدبي الجامعي. أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، إنماء السلام على الأرض هي رسالتنا المشتركة! فلتساعدْنا العذراء مريم على إتمام كلمات الرب:"طوبى لفعلة السلام لأنهم أبناء الله يدعون".