2005-01-02 09:23:13

بانوراما الكنيسة الجامعة لعام 2004


نظرة شاملة على أهم الأحداث الكنسيّة في هذا العام قبل أيام معدودة على فتح صفحة جديدة من تاريخ الكنيسة

 

   كعادة كلّ عام، افتتح البابا والكرسي الرّسولي سنة 2004 مأخوذين بهموم العلاقات الدوليّة بين الأمم وكيفيّة حماية السلام في العالم بعد امتحان صعب اجتازته هذه العلاقات طوال عام 2003. دعا البابا في بداية عام 2004 جميع محبّي السلام، وعلى رأسهم كبار قادّة الدول والأديان، للالتزام في بناء السلام.

   بعد أيام معدودة من بداية العام الذي نودّع، التقى البابا السلك الدبلوماسي المتعمد لدى الكرسي الرّسولي وركّز كلمته للسفراء على أزمة الشّرق الأوسط، وبنوع خاص حرب العراق، داعياً الجماعة الدوليّة إلى مساعدة العراقيّين على استعادة زمام أمورهم. كما حثّ بقوّة مسؤولي الشعبَين الفلسطيني والإسرائيلي المتصارعين على احترام التطلّعات المشروعة لدى الطرفَين والعودة إلى طاولة المفاوضات.

   وكلمة سرّ النهج السياسي الفاتيكاني حيال هذه الأزمة الفلسطينيّة الإسرائيليّة أطلقها البابا في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2003 تلخّصت بالعبارة التالية:"الأرض المُقدّسة ليست بحاجة لجدران بل لجسور". وجاءت معارِضة لما بادرت به إسرائيل من خلال بناء الجدار العازل حول الأراضي الفلسطينيّة.

   ومن بين المواضيع الساخنة التي عالجها البابا في خطابه إلى أعضاء السلك الدبلوماسي في بداية العام الذي نودّع، كان حضور الأديان في المجتمع وحوارهم مع الدولة على أساس مبدأ "علمانيّة" غير منفلتة تحترم من خلالها الدولة جميع المعتقدات وتوفّر التواصل بين جميع التقاليد الروحيّة. وخلفيّة كلام البابا جاء دافعها ما جرى في فرنسا مع اقتراب إقرار البرلمان الفرنسي مشروع قانون يقضي بمنع ارتداء الشعارات الدينيّة في المدارس والدوائر الرّسمية.

   شهر كانون الثاني نوفمبر 2004 ميّزته انطلاقة فيلم المخرج السينمائي والممثّل الأسترالي الشّهير ميل غيبسون "آلام المسيح"، الذي لاقى رواجاً كبيراً في العالم بأسره بالرغم من محاربته من قبل مجموعات يهوديّة عالميّة اعتبرته مناهضاً للسامية. ولكن الفيلم كان حافزاً لارتداد الكثيرين إذ حدّده بيان صادر عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرّسولي بأنّه "أمين للنصوص الإنجيليّة".

   في شباط فبراير 2004 شهدت دوائر الكوريا الرومانيّة تعيينات جديدة أبرزها تعيين رئيس جديد لمجمع الحياة المُكرّسة وجمعيات الحياة الإرساليّة هو المطران فرانس روديه سلوفيني الجنسيّة، خلفاً للكردينال إدواردو مارتينيس سومالو؛ وتعيين أمين عام جديد لسينودوس الأساقفة المطران نيكولا إتيروفيتش، الكرواتي خلفاً للكردينال يان سكوت. بعد هذا التاريخ شهدت الكوريا الرومانيّة تعييناً مهماً في السابع والعشرين من شهر أيار /مايو/ وذلك بتعيين المطران أغوسطينو فالّيني، رئيساً لمحكمة التوقيع الرّسولية العليا خلفاً للكردينال ماريو بومبيدّا.

   من السادس عشر ولغاية الثاني والعشرين من شهر شباط فبراير 2004 أيضاً قام رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيّين الكردينال فالتر كاسبير بزيارة إلى موسكو، وجاء اختتامها الرّمزي في شهر آب أغسطس بزيارة أخرى سلّم خلالها الكردينال كاسبير إلى البطريرك الأرثوذكسي أليكسَي الثاني باسم البابا أيقونة عذراء كازان، وكانت خطوة لاستعادة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والفاتيكان بعد ثلاث سنوات من الجليد الذي خيّم على العلاقات نتيجة الاتهامات الأرثوذكسيّة بعودة الكاثوليك إلى نشاطاتهم "التبشيريّة". وأكد الكردينال كاسبير لمحاوريه الروس على خيار كنيسة روما السير في طريق الحوار المسكوني، وتجميد قرار رفع رئاسة أسقفية كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا إلى مقام بطريركيّة.

   كما شهد شهر شباط 2004 تفجيراً جديداً لفضيحة الاعتداءات الجنسيّة على القاصرين من قبل بعض كهنة الكنيسة الكاثوليكيّة في الولايات المُتّحدة الأميركيّة، وذلك من خلال إطلاق محاكمات جديدة شملت أيضاً رجال دين من كنائس وجماعات مسيحيّة غير كاثوليكيّة.

   أمّا شهر آذار مارس 2004 فقد شهد في بدايته إصدار مجمع الأساقفة دليلاً جديداً حول خدمة الأساقفة الرعويّة بعنوان:"خلفاء الرّسل"، وأتى بعد ثلاثين سنة على الدليل الذي أصدره بولس السادس عام 1973 بعنوان:"صورة الكنيسة". ويُشكّل هذا المُستند الجديد أداة  راعويّة وتطبيقيّة تستند إلى كتاب الحق القانوني الكنسي الصادر عام 1983، وإلى توصيات سينودوس الأساقفة عام 2001 التي جمعها البابا في إرشاده الرّسولي:"رعاة القطيع".

   كما شهد شهر آذار مارس الماضي أفظع هجوم إرهابي تعرّضت له أوروبا في ماضيها غير البعيد، وهي هجمات الحادي عشر من مارس التي أصابت العاصمة الإسبانيّة مدريد جراء انفجار عشر قنابل في أربعة قطارات مُخلّفة وراءها مائة وتسعين قتيلاً وألف وأربعمائة وثلاثين جريحاً. دفعت حكومة أزنار ثمن الانفجارات غالياً بخسارتها الانتخابات السياسيّة بسبب تسرّعها بإطلاق الاتهامات ضدّ الانفصاليين الباسك، فيما تكمن وراء قطارات الموت يد إرهاب الأصوليّة الإسلاميّة التابعة لتنظيم القاعدة. ردّة فعل البابا المُستنكرة أتت تحذيراً من عدم تفسير الأحداث خطأً بوصفها صراعاً بين الحضارات. فقد قال البابا في كلمته أثناء صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد اللاحق للاعتداءات:"إنّ جميع من يؤمنون بالله خالقاً وأباً لجميع البشر، عليهم الالتزام بالعمل في بناء عالم أكثر إخاءً وتضامناً، بالرغم من المصاعب والعوائق التي تعترض سبيل تحقيق الخير".

 

   في شهر نيسان أبريل، أصدر مجمع العبادة الإلهيّة وتنظيم الأسرار باسم البابا توجيهاً رسولياً بشأن ممارسة سرّ الإفخارستيا بعنوان:"سرّ الفداء"، وضمّنه مجموعة من التوجيهات الواجب احترامها والمخالفات الواجب تجنّبها بشأن ممارسة سرّ الإفخارستيا، أي القداس الإلهي. ويأتي التوجيه الرّسولي بعد عام من صدور رسالة البابا "كنيسة الإفخارستيا" التي تشكّى فيها قداسته من المخالفات في تطبيق القواعد الليتورجيّة، وأعلن عن عزمه تكليف الدوائر الكنسيّة المختصّة للتدخّل مع صلاحيات المعاقبة القانونيّة لكلّ مخالف. التوجيه الرّسولي وُجّه بشكل خاص إلى الكهنة ومعهم الأساقفة الأبرشيّين المدعوّين للسّهر على تصحيح الخلل.

   ونبقى في دوائر الكوريا الرمانيّة لنُسجّل في شهر نيسان أبريل الماضي تعيين الأخت إنريكا روزانّا الساليزيانيّة أمينة سرّ مساعدة في مجمع مؤسسات الحياة المُكرّسة وجمعيات الحياة الإرساليّة، وهو أعلى مركز تصل إليه امرأة في الدوائر الفاتيكانيّة. كما تمّ تعيين اللاهوتيّتَين السيّدة باربارا هيلّليسليبين من جامعة فريبورغ السويسريّة، والسيّدة سارا باتلير من جامعة سانت ميري بالولايات المُتّحدة الأميركيّة، عضوَين في اللجنة اللاهوتيّة الدوليّة. بالإضافة إلى تعيين عالمة القانون آن غلاندون من جامعة هارفيرد الأميركيّة رئيسة للأكاديميّة الحبريّة للعلوم الاجتماعيّة. وفي الثلاثين من نيسان أبريل أعطى الكرادلة ورؤساء المجالس الأسقفيّة في العالم رأيهم بملخّص كتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي الذي سيصدر في العام المقبل.

   شهر أيار مايو المنصرم شهد اللقاء الأوّل لمائة وستّين حركة وجماعة كنسيّة وبنوع خاص الكاثوليكيّة منها: كحركة فوكولاري، وسانت إيجيديو، وكورسيللوس وشونستات. وأخرى إنجيليّة وأنجليكانيّة وأرثوذكسيّة. اختُتم لقاء الحركات الكنسيّة في شتوتغارت بألمانيا بحضور عشرة آلاف شخص ومشاركة أكثر من خمسين أسقفاً من كنائس مختلفة، ووجّه البابا رسالة بالمناسبة حث المشاركين فيها يقول:"واصلوا بناء وتوسيع شبكة الصداقة بين بعضكم البعض متخطّين كلّ الحواجز التي تفصل بين الكنائس". ووصف البابا الحركات الكنسيّة بروّاد الحوار المسكوني بين الشعوب.

   في الرابع عشر من أيار مايو أصدر المجلس البابوي لراعويّة المهاجرين والمتنقّلين إرشاداً جديداً تضمّن نظرة الكنيسة وسعيها للتخفيف من مصاعب المهاجرين من أفراد وعائلات. بالإضافة إلى دعوتها لجعل ظاهرة الهجرة طريقاً للحوار بين الثقافات وحمل بشارة الإنجيل إليها. ويوصي الإرشاد جميع المسيحيّين لاعتماد حوار منفتح وجدي مع المهاجرين غير المسيحيّين حدّدها الإرشاد، دون التهوّر بالعواطف الفارغة والأحكام المغلوطة.

   في شهر أيار مايو أيضاً تمّ إبرام المعاهدة الثنائية بين جمهوريّة البرتغال والكرسي الرّسولي. وبموجب المعاهدة اعترفت الحكومة البرتغالية بالشخصيّة القانونيّة لمجلس الأساقفة الكاثوليك. كما تعهّدت بضمان الحريّة التامّة للكنيسة بممارسة عملها العلني، وحماية حقّها بإنشاء جمعيات ذات طابع تعليمي وإعاني.

   أما شهر حزيران يونيو الماضي فقد ميّزه لقاء القمّة بين قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني والرئيس الأميركي جورج بوش، وحُصر مضمون هذا اللقاء بوجهَيه السياسي والكنسي إذ أوضح البابا في خطابه للرئيس الأميركي موقف الكنيسة المخالف لنظرة واشنطن حول ما سُمّي "بالحرب الوقائيّة" التي قامت بها أميركا منفردة ضدّ العراق في عام 2003، وما نتج عنها من عواقب وخيمة على الصّعيد الأمني، بالإضافة إلى عودة الدبلوماسيّة الأميركيّة أيضاً لطلب التدخّل الضروري للجماعة الدوليّة من أجل إدارة مُتعدّدةِ الأطراف للأزمة العالميّة المتمثّلة بالإرهاب وفقدان الأمن...

   وبالإضافة إلى بوش التقى البابا عدداً من رؤساء دول العالم ومن بينهم الرئيس اللّبناني إميل لحّود أثناء زيارته الفاتيكان للمشاركة باحتفال تقديس الراهب اللُّبناني نعمة كسّاب الحرديني في السادس عشر من أيار مايو.

   وغداة لقائه بالرئيس بوش انطلق البابا في زيارته الراعويّة المائة والثلاثة خارج الأراضي الإيطاليّة، حيث زار سويسرا للمرّة الرابعة من أجل المشاركة في اللقاء الوطني الأوّل للشبيبة الكاثوليكية السويسريّة. ومن بين أهداف الزيارة أيضاً توطيد العلاقات مع الكنيسة البروتستانتيّة السويسريّة وتطبيع العلاقات الدبلوماسيّة بين سويسرا والكرسي الرّسولي.

   في شهر حزيران يونيو أصدر الكرسي الرّسولي أيضاً مجلّداً جديداً ضمن سلسلة "دراسات ونصوص" يتضمّن تقارير ومحاضر اللقاء الدراسي الذي عقد في نهاية عام 1998 في الفاتيكان حول محكمة التفتيش الرّسولية، والهدف من الخطوة المضي قدماً في مسيرة "تنقية الذاكرة التاريخيّة" التي أطلقها البابا يوحنّا بولس الثّاني حينما طلب الغفران، في سنة يوبيل الألفَين، على جميع أخطاء الكاثوليك التاريخيّة.

   نهاية شهر حزيران يونيو، وتحديداً في التاسع والعشرين منه الذي يصادف عيد القديسَين بطرس وبولس، زار البطريرك المسكوني برتلماوس الأوّل روما للمشاركة في العيد، وسمحت الزيارة بتخطّي سوء التفاهم الذي نتج عن اتهام بطريرك القسطنطينيّة روما بنيّتها في إعلان رئاسة أسقفيّة كييف الأوكرانيّة بطريركيّة، فيما كان قداسة البابا قد قرّر تأجيل هذا الإعلان إلى أجل غير مُسمّى. كما عاد الطرفان إلى تفعيل عمل اللجنة المُشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيستَين الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة بعد توقّف دام سنوات.

 

   تاريخ الأوّل من شهر تمّوز يوليو شهد تصويت أعضاء الجمعيّة العامّة للأمم المُتّحدة بالإجماع على قرار يقضي بتقوية الوضع القانوني لصفة "المراقب" الذي يتمتّع به الكرسي الرّسولي في حضن عائلة الأمم. وجاء القرار تتويجاً لمساعي الدبلوماسيّة الفاتيكانيّة دامت نحو أربعين عاماً. ويعترف القرار للكرسي الرّسولي بالحقوق ذاتها التي يعترف بها للدول الكاملة العضويّة في الأمم المُتّحدة: كحق القيام بالمداخلات والردود أثناء المناقشات العامّة، بالإضافة إلى دعم مشاريع حلول وقرارات أمميّة، ناهيك عن نشر بيانات وتلقي التقارير بطريقة رسميّة من قبل الأمين العام للأمم المُتّحدة. فيما بقي حق التصويت محجوباً عن الكرسي الرّسولي.

   زمن الصّيف شهد تخفيفاً لنشاطات البابا الذي عاد لإمضاء بضعة أيام في منطقة فال داوستا بشمال إيطاليا بحثاً عن السكون والراحة. نهاية شهر تمّوز يوليو شهدت نشر رسالة وجّهها مجمع عقيدة الإيمان إلى أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة حول تعاون الرّجل والمرأة في الكنيسة وفي العالم. تنتقد الرسالة النظرة التي تعتبر أن ثورة المرأة على الرجل وتحرّرها من سطوته يجعلانها تحقق ذاتها؛ بالإضافة إلى نظرة أخرى تسعى لمحو كلّ الاختلافات بين الرجل والمرأة وكأنها آثار قيود تاريخيّة وثقافيّة. إن نظر الكنيسة المُستنيرة بالإيمان بيسوع المسيح، تحكي عن تعاون حيوي وبناء من خلال الاعتراف بالاختلاف بين الرجل والمرأة. أي لكل واحد دوره في المجتمع وحياة الكنيسة.

   شهر آب أغسطس، كان ختام "سنة السبحة الورديّة"، وصادفت فيه الذكرى السنويّة المائة والخمسون على إعلان عقيدة الحبل بلا دنس. في الرابع عشر والخامس عشر من آب عاد يوحنّا بولس الثاني إلى معبد لورد المريمي في فرنسا، حيث صلّى أسرار النور التي أضافها هو نفسه على أسرار السبحة الورديّة أمام مغارة ماسّابييل حيث ظهرت العذراء للراعية بيرناديت دو سوبيرو. كما شارك قداسته الحجاج والمرضى والمتطوّعين والكهنة في مسيرة المشاعل. ويوم عيد الانتقال احتفل بالذبيحة الإلهيّة في المرج الممتد أمام معبد لورد ليختتم زيارته المائة والأربعة خارج الأراضي الإيطاليّة والثانية خلال العام 2004.

   نهاية شهر آب طبعتها إعادة البابا أيقونة العذراء مريم أم الله وسيّدة كازان إلى بطريرك موسكو وسائر روسيا للروم الأرثوذكس أليكسَي الثاني. حمل الأيقونة باسم البابا إلى موسكو الكردينال فالتر كاسبير، رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيّين.

   أمّا شهر أيلول سبتمبر، فشهد في بداياته زيارة قداسة البابا إلى معبد لوريتو بإيطاليا حيث التقى جميع الحركات الكاثوليكيّة في العالم وتوّج هذا اللقاء بإعلان تطويب ثلاثة من خدام الله كانوا أعضاء في الحركة الكاثوليكيّة وذلك بمشاركة نحو مائتَين وخمسين ألف شاب وشابة.

   نهاية شهر أيلول سبتمبر ميّزها اللقاء الذي انعقد في روما وضمّ السفراء البابويّين الستة والعشرين في دول القارّة الأفريقيّة، وشهد حلقات دراسيّة ونقاشات لتبادل الخبرات بين السفراء البابويّين وتقاسم الهموم المشتركة من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة، إلى الحروب وآفة الفقر التي تُضني القارة الرازحة تحت ثقل الديون الخارجية. بالإضافة إلى المخاطر الشخصيّة الملمّة بهم خصوصاً بعد حادثة اغتيال السفير البابوي في بوروندي المطران مايكل كورتناي في الأيام الأخيرة من عام 2003.

 

   شهر تشرين الأوّل أكتوبر ميّزه صدور رسالة البابا الرسوليّة "أمكث معنا يا ربّ"، وحدّد فيها تاريخ الاحتفالات بالسنة القرنانيّة من تشرين الأوّل 2004 إلى تشرين الأوّل 2005. وبهذا الصدد أصدر مجمع العبادة الإلهيّة وتنظيم الأسرار كُتيّباً توجيهياً لكيفيّة الاحتفال بالسنة القربانيّة يرتكز إلى أربعة مواضيع: الموضوع الأوّل محطات عبادة القربان المُقدّس من القداس الإلهي إلى الصلوات الليتورجيّة، وخميسَي الأسرار والجسد. الموضوع الثاني المبادرات الراعويّة في الرعايا والمعابد والأديار. والموضوع الثالث تكريم القربان حسب تقاليد وثقافات الشعوب. والموضوع الرابع احترام الأنظمة والقوانين الليتورجيّة المرعية الإجراء منذ المجمع الفاتيكاني الثاني.

   شهر تشرين الأوّل شهد أيضاً فضيحة المدرسة الإكليريكيّة الكُبرى في سانكت بولتين بالنّمسا، والتي هزّت ضمير الكاثوليك في النمسا والعالم لنشر صور إكليريكيّين عراة على شبكة الإنترنت يمارسون أعمال مشينة بدافع من رئيس المدرسة ونائبه. دفعت الحادثة الكرسي الرّسولي إلى تعيين المطران كلاوس كونغ زائراً رسولياً كامل الصلاحيات لقيادة التحقيق، ونتيجة التقرير الذي رفعه إلى الكرسي الرّسولي وبدفع من مجلس أساقفة البلاد، طُلب من أسقف أبرشية سانكت بولتين المطران كورت كرين الاستقالة من منصبه، وعُيّن مكانه المطران كونغ لتطويق ذيول الفضيحة.

   وشهر تشرين الأوّل أكتوبر شهد أيضاً صدور ملخّص عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة الذي صدر عن المجلس البابوي عدالة وسلام، ويتضمّن تحديد نظرة الكنيسة حول مسائل اجتماعيّة أساسيّة، كالإرهاب، والسياسة، والعائلة والشذوذ الجنسي وغيرها من المواضيع المحيطة بواقع الحياة الاجتماعيّة.

   أما شهر تشرين الثّاني نوفمبر فشهد انعقاد أوّل مؤتمر دولي في روما حول الحياة المُكرّسة، ضمّ رؤساء عامّين ورئيسات عامّات قدموا من مختلف أنحاء العالم. استغرق الاستعداد للمؤتمر الذي دعا لعقده كلّ من اتحادَي الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات، مدّة ثلاث سنوات.

   شهر تشرين الأوّل أكتوبر ميّزه أيضاً الاحتفال الليتورجي في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان والذي أعاد خلاله قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني إلى بطريرك القسطنطينيّة الأرثوذكس برتلماوس الأوّل ذخائر القديسَين العظيمَين غريغوريوس النزيانزي ويوحنّا فم الذّهب. وتأتي الخطوة كثمرة لعام إيجابي من الحوار المسكوني البناء بين الكنيستَين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة. كما صادف الاحتفال بالذكرى السنويّة الأربعين على صدور دستور المجمع الفاتيكاني الثاني حول "استعادة الوحدة بين الكنائس".








All the contents on this site are copyrighted ©.