2004-12-25 12:36:05

عظة قداسة البابا في قداس منتصف الليل


تدوي في القلب، في هذه الليلة، أولى كلمات النشيد الإفخارستي الذي يرافقني يوما بعد يوم في هذه السنة المكرسة للإفخارستيا. في ابن العذراء، الملفوف بالقماطات والموضوع في مذود (لوقا 2،12) نُقر ونسجد "للخبز الذي نزل من السماء" (يوحنا 4،41)، المخلص الذي جاء ليعطي الحياة للعالم.

بيت لحم! المدينة التي وُلد فيها يسوع تعني، باللغة العبرية، "بيتَ الخبز". هناك حيث وُلد المسيح الذي قال:"أنا هو خبزُ الحياة" (يوحنا 4،35). في بيتَ لحم وُلد ذاك الذي، بكسره الخبز، ترك ذكرى فصحه وبالتالي فإن السجود للطفل يسوع يُمسي، في هذه الليلة المقدسة، سجوداً للقربان المقدس.

نسجد لكَ، أيها الرب، الحاضر في سر القربان المقدس، يا خبزَ الحياة الحي ومُعطي الحياة. نُقر بكَ إلهَنا الأوحد، طفلاً هشاً داخلَ المذود! "في كمال تمام الأزمنة، صرتَ إنساناً بين البشر لتوحيد نهاية البدء، أي الإنسان مع الله".

وُلدتَ في هذه الليلة، يا مخلصَنا الإلهي، وصرتَ قوتاً للحياة الأبدية من أجلنا نحن السائرين على دروب الزمن. تذكَّرْنا يا ابنَ الله الأبدي، يا مَنْ تجسَّدْتَ في حشاء العذراء مريم! لأنَّ البشرية بأسرها، الممتحنة بالتجارب والصعاب، تحتاج إليكَ! كُنْ معنا دائماً، خبزاً حياً نزل من السماء لخلاصنا! كُنْ معنا إلى الأبد. آمين!








All the contents on this site are copyrighted ©.